مدونة د. بن ضيف الله فؤاد


التكوين و التعليم من خلال مواقع شبكات التواصل الاجتماعي

د. بن ضيف الله فؤاد | Dr. Fouad Bendifallah


06/01/2021 القراءات: 5204  


تعد المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها و على وجه الخصوص التعليم الجامعي مؤسسات اجتماعية تلعب دورا رياديا فاعلا في إثراء البحث العلمي و تحقيق التقدم التكنولوجي و تنمية المحتوى المعرفي محافظين في الوقت نفسه على الهوية الذاتية للمجتمع الأكاديمي مع العمل على تشجيع على الانفتاح على المجتمع العالمي. إن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يزيد من فرص التواصل و الاتصال خارج أبواب المؤسسات التعليمية. حيث تساعد هاته التقنية من نقل المستفيد من خدماتها من موقع المتلقي الغير فعال إلى مستوى التفاعل و التواصل مع الآخرين و بالتالي تنمية البحث العلمي و إثراء المحتوى العربي داخل البيئة الرقمية. يعرف التعليم و التكوين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بأنه مجموعة من الأدوات و الممارسات إلى تربط بين الأفراد بهدف دعمهم و تشجيعهم على التعلم من خلال نظام تعليمي اجتماعي تشاركي دون التقيد بمكان أو وقت محددين.
تعتبر أدوات التواصل الاجتماعي التحدي الذي على المؤسسات التعليمية الأخذ به و استغلاله للارتقاء بمستوى أعلى للتعليم و استجابة لاهتمامات و احتياجات المجتمع الأكاديمي و أمرا ضروريا لمواكبة تطورات العصر الذي نعيشه. إن توظيف شبكات التواصل الاجتماعي اليوم داخل المؤسسات التعليمية أصبح واقعا و أ دخول هاته التقنيات و التطبيقات الفصول الدراسية والمادة العلمية أصبح حقيقة يجب الأخذ بها. حيث أصبحت جزءا مهما لا يتجزأ من حياة الطالب، الأستاذ، الإداري و الباحث داخل الحرم الجامعي و عليه وجب التحرك باتجاه احتياجاتهم و اهتماماتهم عوض السير في الاتجاه المعاكس لها. خاصة إذا عرفنا أن إدخال مثل هاته التقنيات لها عظيم الأثر في تحسين العملية التعليمية سواء استعملت كوسيلة تعليمية أو كمادة تعليمية أو كأداة في إدارة المحتوى المعرفي أو التسيير الإداري. و من بين المبررات التي نراها ذو أهمية بالغة في استخدام مثل هاته التقنيات داخل المجتمع الأكاديمي ما يلي :
- مبرر تعليمي : تحسين العملية التعليمية و إثراء المناهج و المقررات العلمية بالإضافة التي تنوع البرامج المقدمة باختلاف أشكل عرضها.
- مبرر معلوماتي : أحدثت انقلاب في عملية تلقى المعلومات و التعامل معها من حيث التبادل، الوصول، الإتاحة ، التنظيم و الاسترجاع سواء منها بالمعلومات العلمية الخاصة أو المعرفة العامة
- مبرر معرفي و مهاراتي: الإسهام بصفة فعالة في إثراء و تنمية البحث العلمي و المعرفي و تطوير مهارات المستفيد في تحكمه بأدوات و تقنيات البيئة الرقمية.
- مبرر تكنولوجي و تقني : التحكم في مختلف الأدوات، التقنيات و البرامج التي تسهل من عملية الاتصال و التواصل بين مختلف شرائح المجتمع الأكاديمي و تضعهم على طريق الركب الحضاري.
- مبرر إبداعي : بيئة دينامكية و في ديمومة متجددة، تمثل حافزا للمستفيدين لتطوير و تحسين مهاراتهم الإبداعية من خلال ما توفره من نماذج و آليات وإمكانيات للتعديل و التغيير و التقويم.
- مبرر مهني : تمنح العاملين القدرة على تحسين مهاراتهم المهنية و الاستفادة من خبرات الآخرين والتمكن من مستحدثات العصر التكنولوجية. حيث نجد أن سوق العمل اليوم تبحث عن من لديهم مثل هاته المهارات و القدرات التكنولوجية المسايرة لمتطلبات العصر.
- مبرر اجتماعي : أصبحت ثقافة شبكات التواصل الاجتماعي من مؤشرات التطور و التقدم عند الأفراد و المجتمعات فهي عبارة عن مؤشر للكفاءة.
      و عليه فإن التعلم و التكوين عبر قنوات شبكات التواصل الاجتماعي سيحقق نهضة و ثورة في مختلف المجالات و على الأخص مجال التعليم، حيث تساعدنا في تنشأة جيل متعلم، فعال، مشارك ومساهم في تنمية البحث العلمي و المعرفي.


التكوين، التعليم، مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، إثراء المحتوى العربي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع