مدونة د.حذيفة عبود مهدي السامرائي


التنوع المجتمعي في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم

أ.د.حذيفة عبود مهدي السامرائي | huthaifa al-samarrai


07/03/2020 القراءات: 4544  


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فلما وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى المدينة قام بوضع أول لبنة حمايةً لأمن واستقرار المدينة هي: التعايش السلمي بين أطياف المدينة وهم أهل المدينة الأنصار وبين القادمين اليها من المهاجرين إذ آخى بين أطياف الدولة الجديدة ، فدعاهم الى المؤاخاة فيما بينهم فقال لهم: ((تَوَاخَوْا فِي اللهِ أَخَوَيْنِ، أَخَوَيْنِ)) .
وفي ذلك تحقق لأهم مصلحة هي الترابط والتكافل المجتمعي فيما بينهم ، ولم تقتصر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصاري فحسب ، وإنما نوع (عليه الصلاة والسلام) هذه المؤاخاة لتشمل جميع أتباع الدولة، فكانت تتم أحيانًا بين مهاجر ومهاجر آخر. بعد ذلك سارع -صلى الله عليه وسلم- إلى إيجاد طرق آمنة ومعاهدات مع القبائل اليهودية التي كانت تقطن المدينة إبان هجرته -صلى الله عليه وسلم- وتأسيسه لدولته فيها ، وقد كانت هذه القبائل تتبوأ مركزاً اجتماعياً مرموقاً في المدينة ، بسبب ما كانوا عليه من كثرة أعدادهم، وسعة ممتلكاتهم وثرواتهم، ولامتلاكهم للمهارة الحرفية من الزراعة والصناعة والتجارة ، ثم بسبب ما كان لهم من مكانة دينية وعلمية مستمدة من كونهم أصحاب كتاب سماوي ، ولهم صلة بالأنبياء والأمم الغابرة، تجعل كلاً من الطرفين المتعاهدين يعيشان بأمن وسلام في مركز هذه الدولة وخارجها ، وهذا الحل يكمن ويتمثل في المعاهدة أو بما تعرف بالوثيقة التي كتبها وصاغ بنودها النبي -صلى الله عليه وسلم- بين المسلمين من جهة وبين يهود المدينة من جهة أخرى


المجتمع تنوع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع