مدونة أ.د فائزة احمد الحسيني مجاهد
الألكسيثميا وعلاقتها بالعنف لدي بعض التلاميذ في فصولنا الدراسية
أ.د فائزة احمد الحسيني مجاهد | Prof.dr.FayzaAhmed alhussini Megahed
10/10/2020 القراءات: 4152
الالكسيثميا Alexithymia هي عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس للأخرين بسبب غياب الكلمات المناسبة لوصف تلك المشاعر ، بالرغم من عدم وجود أي اضطراب في الجهاز الصوتي أو حاسة السمع مما يجعل الفرد غير قادر على اتخاذ القرارات المصيرية وعدم القدرة على فهم وضبط الذات وتحمل الضغوط ، مما يجعل التلميذ حاد الطباع عنيف مع الاخرين نتيجة ضعف قدرته على التواصل الانفعالي والاجتماعي معهم ، ومن ثم يزداد الشك والغيرة والكراهية والعناد تجاه المحيطين بهم ، مما يعرضهم لمخاطر الانحراف الفكري والسلوكي ، إذا لم يتوافر لهم الاهتمام والرعاية الكافية من قبل الاسرة والمدرسة .
ويمكن للمعلم وولى الامر اكتشاف التلاميذ ذوي الألكسيثميا من خلال ملاحظة سلوكياتهم فهم لايمتلكون القدرة على تحديد المشاعر والتمييز بينها من فرح ، حزن.................الخ ، ولايستطيعون التعبير عنها لفظيا ، ولديهم خلل في العمليات التصويرية ، وغير قادرين على التخيل ، وتفكيرهم تقليدي ومحدود ، وقليلي التعاطف والتعلق بمن حولهم ، ونتقصهم روح المرح والدعابة ، وليس لديهم الرغبة في عرض أفكارهم أمام زملائهم ، ولديهم صعوبة في كتابة الكلمات الدالة على مشاعرهم ،ويفضلون العمل الفردي والميل للوحدة والعزلة ، وضعف القدرة على تكوين الصداقات وسرعة الغضب والانفعال ، ولديهم ميول عدوانية وتخريبية ، مما يعوق عملية التعلم نتيجة عدم الثقة بالنفس وانخفاض الدافعية لانجاز المهام الدراسية ، وبالتالي فينبغي على الاسرة والمدرسة التعاون معاً في اكتشاف تلك الحالات ورعايتها بطريقة علمية وانسانية وتقديم الدعم والتوجيه لهم فهم في حاجة الى العطف والحنان وتقديم برامج إرشادية لخفض الالكسيثيميا لدى التلاميذ والتركيز على دور التنشئة الاجتماعية والنفسية للأطفال فقد ينتقل سلوك الالكسيثميا من خلال الاباء الذين يعانون من صعوبات في تنظيم مشاعرهم ومن ثم يكونوا غير قادرين على تعليم أبنائهم أساليب التعبير عن مشاعرهم ، أو ربما تكون بمثابة ميكانيزم دفاعي يستخدمه التلميذ لحماية نفسه من الانفعالات الشديدة المرتبطة بالخبرات المؤلمة خلال مرحلة الطفولة ،ولذلك أري ضرورة توفير متخصصين في الصحة النفسية بالمدارس لمساعدة المعلم والاسرة على اكتشاف الألكسيثميا في وقت مبكر والتعامل معها لتجنب أثارها السلبية على التلاميذ والمجتمع ، وعقد ورش عمل ودورات لمساعدة المعلمين على اكتشاف التلاميذ ذوي الالكسيثميا وتدريبهم على استراتيجيات تدريس تخفض الالكسيثميا مثل الدراما ، المناقشة والحوار ، العصف الذهني ،القدوة ، التعلم التعاوني ، التخيل ...وغيرها وكيفية تقديم التعزيز والتغذية الراجعة المستمرة للتلاميذ ، كما أقترح تضمين المناهج الدراسية أنشطة تعليمية وإثرائية تساعد المعلم على إعطاء الفرصة للتلاميذ للتعبير عن أرائهم وتنمية مهارات الحوار والتخيل والمهارات الحياتية والتكنولوجية لديهم مما يخفض من الالكسيثيما لديهم ويجنب الوطن الغالي الكثير من المخاطر .
أ.د. فايزة أحمد الحسيني مجاهد
أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية البنات – جامعة عين شمس
الألكسيثميا -العنف
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع