مقاربة لإيقاف التجهيل ، طلبة الدراسات العليا ومشكلات المنهج
ا.د طارق هاشم الدليمي | Proof.Dr Tariq hashim khamees
24/09/2022 القراءات: 2168
مقاربة لإيقاف التجهيل ايقاف التجهيل .......
طلبة الدراسات العليا ومشكلات المنهج ؛
........................................................
يعاني طلبة الدراسات العليا من ( كلاسيكية ) عملية إعدادهم في مدة ( الكورسات ) وتكرار المادة الدراسية التي حصلوا عليها في سني دراستهم الأولية ، مع فارق بسيط هو ( تضخيم ) المنهج ، ليصبح كتلة ورقية هائلة بعد ان كانت ملزمة مختصرة !!!
إن من شأن اي منهج تعليمي ان يصل بمستخدمه إلى نتيجة تربوية ومهنية مفيدة ، وهو محاولة ممنهجة للقفز على المعلومات المغلوطة وتخليص الأذهان من الأوهام الأربعة التي حددها فرانسيس بيكون، وبهذا المنهج وحده ، لا بغيره نستطيع أن نصل بالطالب الجامعي الى مستوى من الشعور الذي هو من أهم أهداف التربية بصفة أساسية .لأنه بفضله (الشعور) يستطيع الطالب التحدي لكل ما كان يبدو له ، وما يبدو الآن لكثير من أولئك الطلبة الذين لا يجدون حلا لتدني مستواهم رغم حسن نيتهم وقوة إرادتهم و عزيمتهم ومحاولاتهم،،، إلا أنهم يصابون في النهاية باليأس بسبب (كلاسيكية ) المناهج ( وتخلف ) طرائق التدريس . وما أكثر هؤلاء الضحايا في مجتمعاتنا ، فإننا وبسبب احتكاكنا بالوسط الطلابي نجد ان هناك قدرات وذكاءات وطاقات هائلة أصبحت ضحية لسوء المناهج و غياب الضمير عند عدد كبير من المسؤولين والمدرسين بدعوى أن التعليم به (خلل) من الأساس أو بـسـبـب عدم توفر القاعات أو أن الميزانية المعتمدة لا تكفي ولا يحاولون تصحيح ما يمكن تصحيحه، ولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلقاء انفسهم، أو بوازع أخلاقي ، مع أن هذا لا يتطلب فقط (المادة ) بل النية الصالحة والحب والأمانة مع إعمال الفكر والكفاءة – والمنهجية التي هي الأساس .
نعم إن هذا المشكل وللأسف يرجع كذلك إلى انعدام الضمير والأخلاق التي تحدد مهنية الاستاذ الجامعي ، وغياب المعرفة لأن من يملك العلم والأخلاق لا يمكنه أن يبخل ولو بذرة مما يكسبه ، ولأن العلم والمعرفة والأخلاق تحرك الإنسان وتحفزه وتحمسه للبذل والعطاء ولو كان مريضا أو محتاجا .
فالمشكلة التي أثيرها هنا- وهي نسبية - تدل دلالة قاطعة على أن فريقا من هؤلاء الضحايا من الطلبة ليسوا بأغبياء ولا كان ينقصهم شيء إلا العناية، فهم ضحايا لغياب الضمير أو لنقص في كفاءة المسؤولين وإن هؤلاء ليعون ذلك جيدا. لذلك يجب علينا كأساتذة جامعات وتربويين ، ان نعطي كامل اهتمامنا بعملية إعداد مناهج مناسبة واستخدام نماذج تعليمية جديدة وطرائق تدريس غير تقليدية ، وان تأخذ مراكز البحث والتطوير دورها في رفع مستوى الأساتذة وتوجيههم بهذا الصدد .
فـأيــن دور مراكز التطوير ؟؟ بل وأين هو التطوير ؟ان الفرق الجوهري بيننا وبين الدول التي فاقتنا في ميادين العلوم والتكنولوجيا بفضل التربية والتعليم السليم الذي يوجه الطالب في طور مبكر من حياته ، لأنه اكتسب المنهج و الأدوات ونمى الملكات الطبيعية والمنهجية التي تسهل عليه التعلم ليصل إلى ما وصل إليه من قدرات في الإبداع و الابتكار الذي نلاحظه عندهم ومنذ زمن بعيد.
إذن، والحالة هذه ، ينبغي على طلبة الدراسات العليا أولاً رفض الأسلوب التقليدي في التدريس لان من شأنه قتل بوادر الإبداع لديهم ، وان ينتبه المسؤولون عن المناهج الى ضرورة اعادة بناءها عمليا على المبادئ والأسس الضرورية المناسبة لأي عملية تغيير أكاديمية ... وان يأخذ الأساتذة المكلفون بالتدريس بالدراسات العليا دورهم في الخروج عن الأسلوب الكلاسيكي المقيت الذي يضع الطالب في ( قالب )
التحضير والامتحان والنجاح فقط ..
منهج ، دراسات عليا ، اخلاق ، تجهيل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع