الجامعات العربية ..المؤشرات العالمية وما تستحقه من اهتمام
أحمد عبده علي البحيري | Ahmed Abdo Ali Al-Baheri
09/08/2020 القراءات: 2207
أحمد البحيري
تشترك الجامعات حول العالم إلى حد بعيد بأغراض وأهداف متماثلة. هناك إقرار عالمي تقريبا بأن الجامعات موجودة لتنمية الأمم اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً. وتتحمل الجامعات المسؤولية عن حفظ المعرفة، ونقلها، وتقدمها من خلال التعليم، والبحث وخدمة مجتمعاتها.ومن المتفق عليه عموماً أن الجامعات لا تستطيع أن تحقق رسالتها كأفضل ما يكون إذا لم تكن مستقلة الادارة وحرة من التأثيرات الدينية والسياسية والأيديولوجية ّوالتأثيرات الخارجية الاخرى.
معظم الجامعات والحكومات تقر أن الأكاديميين يجب أن يتمتعوا بشكل واسع بالحرية الأكاديمية أي حقهم في أن يعلموا، ويبحثوا، وينشروا، ويشاركوا في إدارة المؤسسة دون قيود أو رقابة.ومثل الحرية الأكاديمية فإن الاستقلالية والنزاهة معترف بهما كقيم أساسية للتعليم العالي، ولكنهما يواجهان دائماً بتحديات ناجمة عن عدد من الضغوط غالبا ما تكون أيديولوجية وسياسية في طبيعتها.
إن الجامعات لا تستطيع تأدية دورها في إحداث التغيير والتقدم والبناء الحضاري المنشود بدون تطور سياسي واجتماعي واقتصادي مواز ومواكب لتطورها في جو ديموقراطي يتيح الفرصة كاملة لحرية (البحث) و (الرأي) و (النقد)، وما الأزمات الحقيقية التي تشكو منها جامعاتنا العربية إلا جزء من أزمة التخلف العامة التي يعيشها المجتمع العربي الذي انعكس سلبا على الجامعات، فبدلا من أن تكون الجامعات (رائدة) في قيادة المجتمع وتغييره، أصبحت (تابعة) تعكس سلبياته وتحتكم إلى مرجعياته التقليدية. لذلك نجد ان التعليم العالي في البلدان العربية أصبح اليوم أكثر من اي وقت مضى بحاجة شديدة الى هزة كبرى وتغيير جذري يمكنه من مواكبة مطالب العصر وتحدياته.
فرغم كل جهود الإصلاح لم تتمكن معظم الجامعات العربية حتى اليوم من النجاح في تحقيق تنافس حقيقي في التصنيفات العالمية للجامعات، فقد أصدرت مؤسسة "كيو إس" تصنيفها الجديد لأفضل 1000 جامعة على مستوى العالم لعام 2021، من بينها 37 جامعة عربية منها 8 جامعات إماراتية، 7 جامعات سعودية، و6 جامعات لبنانية، و5 جامعات مصرية، و4 جامعات أردنية، و3 جامعات عراقية، وجامعة قطرية وبحرينية وعُمانية وكويتية . حيث حلت أفضل 10 جامعات عربية ما بين المراتب 143 و650 عالميا. واستحوذت 3 جامعات سعودية على مراتب في قائمة أفضل 10 جامعات عربية، فيما تحتضن الإمارات جامعتين، وقطر واحدة، وجامعة واحدة لكل من مصر والأردن ولبنان.
ويرجع خبراء عرب، مختصون في التعليم الجامعي، خروج أغلب الجامعات العربية من الترتيب العالمي لأفضل 1000 جامعة على مستوى العالم، أمر طبيعي ومنطقي في ظل "تدني مخصصات التعليم والبحث العلمي، وربط التعيين والترقية بدرجة الولاء للنظم الحاكمة، إضافة إلى استمرار نزيف هجرة العقول العربية للخارج، وسيطرة الأجواء الطاردة للكفاءات والقدرات، مع انخفاض دخول الأساتذة، وعدم تقدير صناع القرار للعلم والعلماء.
الجامعات - العربية ..المؤشرات العالمية وما تستحقه من اهتمام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة