الدكتور: سفيان خلوفي


التكاليف الخفية للأستاذ الجامعي: الثمن الذي يدفعه الأستاذ الجامعي ولا يعرفه العوام

سفيان خلوفي | soufyane kheloufi


06/08/2024 القراءات: 374  


يقوم الأساتذة الجامعيون بواحدة من أهم الوظائف وأكثرها تطلبًا في مجتمعاتنا وواحدة من أهم الوظائف لمستقبل الأمم، ولا ينبغي أن يُطلب منهم القيام بذلك مقابل أجور أقل وبتكاليف شخصية أعلى من أقرانهم الذين يختارون مهناً أخرى، وإذا أردنا أن نجعل هذه المهنة جذابة للأشخاص الأذكياء والمخلصين الذين تحتاجهم الأمم، لا بد من معالجة النقص المزمن في الموارد الضرورية للمهنة بشكل هادف. فلا ينبغي للأستاذ أن ينشغل أو يتحمل تكاليف توفير اللوازم الأساسية التي يحتاجها طلابه من أجل التعلم داخل الفصل الدراسي (Darling-Hammond, 2023). بحيث، يمكن أن يمثل هذا الإنفاق جزءًا كبيرًا من دخل الأساتذة، مما يزيد من تفاقم الضغوط المالية للأساتذة. حيث، نشرت مجلة " ASCD's Educational Leadership " دراسة موسعة سلطت الضوء على هذا الموضوع، أين خلصت إلى أن السبب الرئيسي لإحباط الأساتذة اتجاه مهنتهم هو نقص الموارد المتاحة والحاجة إلى موارد التدريس الضرورية وعدم توفرها بشكل كاف وبالجودة المطلوبة (Glenn I & Karen, 1993). بالإضافة إلى ذلك، يؤكد تقريرا صادرا عن "TNTP" على التأثير السلبي للأجر الثابت للأساتذة على الاستقرار الوظيفي، حيث يدعو هذا التقرير بشكل صريح إلى تبني أنظمة تعويض أكثر ذكاءً تعكس صعوبة مهنة التدريس وأداء الأساتذة بصفة عامة (TNTP, 2014).
بالإضافة هذه الأعباء المالية قد يتكلف الأساتذة الجامعيون بدرجات متفاوت بتكاليف التنقل للمؤسسة الجامعية (تكاليف النقل العمومي و/أو تكاليف الوقود والصيانة...). هذا، وقد يحتاج الأساتذة الجامعيون بحكم مهنتهم ذات قواعد لبس غير رسمية إلى وجود خزانة ملابس شخصية جيدة دائمًا تفرضها في الغالب قواعد العمل بشكل غير مضبوط وعام (الهندام المحترم) و/أو ثقافة المجتمع. ويعتبر أيضًا تناول وجبات الطعام تكاليف يتحملها الأستاذ في مهنته. حيث، كلما زادت ساعات العمل والوقت الذي يستغرقه لتنقل للعمل وحتى الإقامة والتي يتعين على الأستاذ قضاؤها بعيدًا عن المنزل ارتفعت نفقات الطعام (Alison, 2014). أما بالنسبة للآباء والأمهات منهم فقد يتحملون في الغالب تكاليف خاصة برعاية الأطفال (Andrea, 2023).
كما يواجه أساتذة الجامعة عبء عمل متزايد يشمل إجراء الأبحاث والتدريس والعمل الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى الإجهاد المهني (Meng & Wang, 2018, p. 597). كما يعد العبء الإداري على أعضاء هيئة التدريس هو قضية أخرى لا تقل عما سبق في الأهمية، والتي يمكن أن تنتج عن اللوائح الفيدرالية، والاختلافات في تفسير أو تنفيذ اللوائح، والمتطلبات الإضافية للجامعات (Rockwell, 2009, p. 30). كما أن التضحية الشخصية بالسلامة العقلية والعاطفية حسب ما جاءت به دراسة لمجموعة "Social Sciences Feminist Network Research Interest Group" سنة 2017 هي أيضًا مصدر قلق للأساتذة الجامعيين (Social Sciences Feminist Network Research Interest Group, 2017, p. 228).
وعليه، يمكن القول إن الأعباء والتكاليف المهنية للأستاذ الجامعي تشكل تحديًا كبيرًا لهذه الفئة من المهنيين، وتؤثر سلبًا على صحتهم الجسدية والنفسية والمادية، وعلى أدائهم الوظيفي وعلى استقرارهم المهني. مما يؤدي إلى انخفاض جودة التعليم الجامعي. حيث، يضطر الأستاذ الجامعي في كثير من الحالات إلى تخصيص جزء كبير من وقته وجهده لأمور غير متعلقة بالتدريس مثل العمل الإداري والبحث العلمي المكثف من أجل ضمان نقاط الترقيات المبالغ فيها في أنظمة التدرج الوظيفي الخاصة بهذه الفئة من المهنيين، مما يؤثر على قدرتهم على تقديم تعليم جيد لطلابهم.


أستاذ جامعي، تكاليف، أعباء، وظيفة، تعليم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع