مدونة د . محمد ابراهيم حسن عثمان
الإنفاق من مكارم الأخلاق(والإنفاق من الحكمة )
د . محمد ابراهيم حسن عثمان | Dr.Mohamed Ibrahim Hassan Othman
17/07/2023 القراءات: 1486
الإنفاق الحق في سبيل الله من مكارم الأخلاق ومن دلائل الحكمة
إذا كان الإنفاق سرّاً في الموضع المناسب، وكان جهراً في الموضع المناسب، وكان من أفضل كسب المنفِق الذي اكتسبه بالعمل والجدّ، وأعطاه مَن يستحقّه، وهو مَن يمنعه حياؤه وعفّته أن يُطلع أحداً علی حاله؛ فإنّ الإنفاق سيُعدّ حينذاك من مكارم الاخلاق التي انتهجها الانبياء، والتي بُعث الرسول الاكرم صلّي الله عليه وآله وسلّم لتكميلها.
وقوله: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ. وقوله: إِنَ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاَقاً.وقوله: أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إيمَاناً أَحْسَنُهُمْ أَخْلاَقاً. وقوله: مَكَارِمُ الاْخْلاَقِ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الجَنَّةِ. وكان من دعائه صلّي الله عليه وآله وسلّم إذا نظر في المرآة أن يقول:
اللَهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي! وكان يستعيذ من سوء الاخلاق، فيقول: اللَهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَسُوءِ الاَخْلاَقِ». [36]
آیات الإنفاق: وردت أربع عشرة آية متعاقبة في سورة البقرة المباركة في الآداب والإخلاص في النيّة، وفي الثواب والاجر، وفي ميزان الإنفاق في سبيل الله تعالی؛ وهي آيات تشكّل عالَماً في الاخلاق، وتظهر سطوع القرآن الكريم إلی الأبد منها:
1 ـ مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَهُ يُضَـاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَاللَهُ وَ سِعٌ عَلِيمٌ.
2 ـ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَآ أَنفَقُوا مَنًّا وَلآ أَذيً لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.
3 ـ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًي وَاللَهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ.4 ـ يَـأَيـُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدقَـاتِكُم بِالْمَنِّ وَالاْذَي' كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَهِ وَالیوْمِ الاْخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ و وَابِلٌ فَتَرَكَهُ و صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَي' شَيْءٍ مّمَّا كَسَبُوا وَاللَهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَـاِرِينَ.5 ـ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَ لَهُمُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَـَاتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.6 ـ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ و جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاْنْهَـ'رُ لَهُ و فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَ تِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ و ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ( وهو مثال كمن ينفق ماله رياءً ومَنّاً وأذيً ) كَذَ لِكَ يُبَيِّنُ اللَهُ لَكُمُ الاْيَـ'تِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ.7 ـ يَـاَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُو´ا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَـ'تِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الاْرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِـَاخِذِيهِ إِلآ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُو´ا أَنَّ اللَهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ.8 ـ الشَّيْطَـ'نُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللَهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَهُ وَ سِعٌ عَلِيمٌ.
9 ـ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا 10 ـ وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَهَ يَعْلَمُهُ و ( وإن لم تنفقواعلی الفقراء والبائسين وتركتموهم مُعدمين، فاعلموا أنّ ذلك ظلم ) وَمَا لِلظَّـالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ.11 ـ إِن تُبْدُوا الصَّدَقَـ'تِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.12 ـ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـ'كِنَّ اللَهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلاِنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ الله.13 ـ لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الاْرْضِ يَحْسَبُهُم الجاهل أغنياء من التعفف.
حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يقول: أنفِق يا ابنَ آدم، يُنفَق عليك»، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ ما أنفق منذ خلق السموات وَالْأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، ومعنى قوله تعالى: (الشيطان يعدكم الفقر) أي: يخوفكم الفقر، لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه فى مرضاة الله، (ويأمركم بالفحشاء) أي: مع نهيه إياكم عن الإنفاق خشية الإملاق، يأمركم بالمعاصى والمآثم والمحارم ومخالفة الخلاق، قال [ الله ] تعالى: (والله يعدكم مغفرة منه) أي: فى مقابلة ما أمركم الشيطان بالفحشاء) وفضلا) أي: فى مقابلة ما خوفكم الشيطان من الفقر) والله واسع عليم ).
وقد ورد في وسط هذه لآيات آية الحكمة ( يؤتي الحكمة من يشاء ......)
ألأ يعد ورود هذه الآية وسط آيات الإنفاق دليلا على أن من ينفق ماله في سبيل الله ولا يعبأ بوساوس الشيطان ، وياوم رغبة حب المال في نفسه ، ألا يعد ذلك من الحكمة التي من ينالها فقد نال خيرا كثيرا !!
DR.Mihamed Ibrahim Hassan Othman جامعة ((UNISHAMS
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
Dr. Mohamed Ibrahim Hassan Othman Kulliyyah Bahasa Arab, Universiti Islam Antarabangsa Sultan Abdul Halim Mu’adzam Shah UniSHAMS