مدونة محمد عيسى أبو نجيله


الفرق بين الشريعة والفقه

د. محمد عيسى أبو نجيله | MOHAMMED I. A. ABUNEJEILA


29/12/2020 القراءات: 2841  


يخلط كثير من الناس بين مصطلحي الشريعة والفقه لما بينهما من ترابط في الدراسات الدينية ، وللصلة بينهما ؛ حيث إن الفقه يعتمد في تأصيله ، وتفصيله على الشريعة ، بيد أنّ الخلط قد أدى إلى مشكلات كبيرة على مستوى العلم النظري ، والتطبيق العلمي ، والمشكلات الأخطر كانت في باب الفتوى والتعامل معها . من أجل ذلك ينبغي أن نفصل بين المصطلحين فصلاً واضحاً ، ونجلي كلًّا منهما لإزالة اللبس ، ودرء المفاسد الناتجة عن الخلط .
الشريعة في اللغة طريق الماء ، وفي الاصطلاح : هي وضع رباني مقدس . فالشريعة ما أوحاه الله ـ تعالى ـ إلى أنبيائه ورسله ، فبلغوه كما تلقوه . وهي في الثقافة الإسلامية تشمل القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة .
ولا خلاف بين المسلمين على قداسة تلك الشريعة ، وأنها وحي من الله ـ جل وعلا ـ وأن السنة النبوية وحي من الله كذلك ، قال الله ـ تعالى ـ : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ، وهي محل تقديس المسلمين المؤمنين لا يرتابون فيها .
والفقه لغةً : الفهم الدقيق العميق . وفي الاصطلاح : وضع بشري مستنبط من النصوص الشرعية . فهو إذاً فهم العلماء للشريعة ، وكونه فهماً ناتجاً عن عقول البشر فهذا يجعله يحتمل الصواب أو الخطأ ، وهو بالتالي ليس مقدساً .
وبناءً على ذلك فمنكر الشريعة يكفر ، ومنكر الفقه ليس كافراً ؛ لأنً من أنكر الشريعة أنكر صحة كلام الله المقدس وخرج عن الاستسلام لربه ، والإذعان للإله الحق . أما من رفض رأياً فقهياً ، أو اعترض على كلام فقيه من الفقهاء ، أو أنكر صحة رأي من الآراء لم يكفر لأنه رفض فهماً بشرياً ، أو اعترض على اجتهاد إنساني ؛ فمن اعترض على رأي أبي حنيفة ـ مثلاً ـ ورده ، وأخذ برأي مالك أو الشافعي ـ رحمهم الله ـ لا يكفر .
ومن هنا يتبين لنا أن بعض المتشددين والمتعصبين لرأي من الآراء ، أو لمذهب من المذاهب ويكفرون من خالفهم ـ هم في حقيقة الأمر مخطئون ، أوقعهم في ذلك ضعف فهمهم ، وقلة فقههم ، وخلطهم بين ما هو مقدس ، وما هو غير مقدس .


معنى الشريعة ، معنى الفقه ، الشريعة اصطلاحاً ، الفقه اصطلاحاً ، التكفير .


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


جزاك الله خيرا استاذ محمد موضوع راقي وطرح موضوعي معتبر وكلمة مذهب اتت من اقوال واراء الفقهاء التي تبنوها وصارت مذهبا اي (ما ذهبوا اليه) في المسالة التي تحتمل الاراء اي في المسائل الاجتهادية فقط


شكرا لكم أستاذنا الدكتور حسن محمد سليمان ، هذا من فضل الله ، وفقنا الله وإياكم .