مقياس فاينلاند للسلوك التكيفي
د.نعيمة ابو حسنة | DR.NAEMA ABO HASNA
12/04/2024 القراءات: 999
دأب الباحثون والعاملون في مجال التربية الخاصة وبالأخص عند العمل مع المتخلفين عقليا
على اعتبار أن السلوك التكيفي يعد عنص ا ر جوهريا لتعريف التخلف العقلي. فهو يشير إلى الفعالية أو
الدرجة التي يحقق بها الفرد الاستقلالية الذاتية والمسؤولية الاجتماعية المتوقعة في مجموعته العمرية
.( Grossman والثقافية (جروسمان، 1973
ومع أن للسلوك التكيفي تاريخا فلسفيا وأدبيا وطبيا طويلا، إلا أن تاريخه في مجال التخلف
العقلي يعتبر حديثا، حيث بدأ سنة 1959 م عندما أدرجت الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي
مصطلح السلوك التكيفي في التعريف بالتخلف العقلي. قبل ذلك بفترة قام (دول) عام (AAMR)
1935 بالمحاولة الأولى لتعريف محتويات السلوك التكيفي وتصنيفاته الفرعية، من خلال مقياس فينلاند
للنضج الاجتماعي، عندما حاول بناء مقياس لقياس الكفاءة الاجتماعية من خلال الاستقلال
الاجتماعي.
هذه النقلة في تعريف وتصنيف السلوك التكيفي جعلت منه جزءا من الحل التشخيصي لحماية
الأطفال المعرضين للإعاقة من التصنيف الخاطئ. الأمر الذي أدى في نهاية السبعينات وبداية
الثمانينات إلى ظهور كميات هائلة من البحوث التي ركزت على د ا رسة العنصر التركيبي للسلوك
التكيفي، مما انعكس ايجابيا في زيادة عدد المقاييس التي تقيس السلوكيات المختلفة للتلاميذ المعاقين
عقليا.
ومع هذا الازدياد المضطرد لعدد مقاييس السلوك التكيفي، وتعدد المجالات التي تتطرق لها إلا
أنها جميعها كانت تشير، وبصورة واضحة، إلى جوهر ذلك السلوك. ولعل أهم مقياسين كان لهما دورٌ
فاعلٌ في تشخيص وتقييم السلوك التكيفي كانا مقياس الجمعية الأمريكية للسلوك التكيفي، ومقياس
فينلاند للسلوك التكيفي. ويمكن القول أن مقياس فينلاند للسلوك التكيفي الذي تم تطويره عام 1984 م
يكتسب تميزه من أنه يقيس الم ا رحل النمائية المختلفة، والتي تبدأ من سن الميلاد حتى عمر الثامنة
عشر.
لقد تم تطوير مقياس فينلاند للسلوك التكيفي عام 1984 م من قبل كل من سبارو وبالا
وسيكشتي كنسخة مطورةِ لمقياس فينلاند للنضج الاجتماعي الذي أعده دول عام 1935 والذي اشتمل
على ثماني مها ا رت هي: المساعدة الذاتية العامة، المساعدة الذاتية في ارتداء الملابس، المساعدة الذاتية
في تناول الطعام، التواصل، التوجيه الذاتي، التنشئة الاجتماعية، التخاطب، العمل. هذه المها ا رت تم
تقسيمها إلى 117 فقرة، وترتيبها على شكل مقياس نقط، ومقياس عمري نمائي.
http://dr-banderalotaibi.com
5
أما المقياس في صورته الجديدة فقد اشتمل على صورتين رئيسيتين هما: صورة المقابلة،
والصورة المدرسية. وقد تم تقسيم صورة المقابلة إلى صورتين هما: الصورة الموسعة، والصورة المسحية.
ومع أن كليهما يقيسان نفس الأبعاد، والتي هي خمسة أبعاد ( مها ا رت التواصل، مها ا رت الحياة اليومية،
مها ا رت التنشئة الاجتماعية، المها ا رت الحركية، السلوك غير التكيفي) إلا أن الصورة المسحية تمتاز بقلة
عدد البنود وفاعلية القياس والتشخيص.
ومع أهمية المقاييس المختلفة، إلا أن اختيار مقياس فينلاند للسلوك التكيفي جاء بناءا على
قدرته على تحديد نقاط القوة وجوانب الضعف في المظاهر السلوكية للأطفال، وذلك من خلال مقارنة
مستوياتهم مع مستويات من يماثلونهم في العمر الزمني والبيئة الثقافية. كما يمتاز بتوفيره لمعلومات
ذات أهمية وفائدة في عمليات التدريب الاكلينكي، بالإضافة إلى الدور الذي يؤديه استخدام المقياس في
تخطيط وتقييم است ا رتيجيات العلاج والتدخل. ويمكن القول: إنه بسبب الخصائص الكثيرة التي يتميز بها
مقياس فينلاند للسلوك التكيفي سعى الباحث إلى ترجمته وتعريبه وتقنينه على البيئة السعودية، من أجل
توفير أداة قياس في هذا المجال (السلوك التكيفي) يمكن للمتخصصين استخدامها من أجل التعرف
وتشخيص حالات التخلف العقلي.
مقياس
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة