مدونة د.عمر أحمد أحمد مقبل مرعي


الإعجاز اللغوي البياني في القران الكريم (الفرق بين الصوم والصيام)

د.عمر أحمد أحمد مقبل مرعي | DR OMAR AHMED AHMED MOQBEL MAREAI


07/05/2021 القراءات: 8001  



الإعجاز اللغوي البياني في القران الكريم


يُعدُ الصوم والصيام مصدرانِ لفعْلٍ واحدٍ وهو الفعلُ صَامَ، وقال بعضُ العلماءِ بأنَّ لا فرقَ بينَ الصوم والصيام، ولكن قالَ البعضُ بأن ورودهما في القرآن في لفظينِ مختلفين، فيه دليلٌ على الاختلاف، سيما وأنَّ القاعدةَ البلاغيةَ تقولُ: "بأنَّ كُلُّ زيادةٍ في المبنى زيادةٌ في المعنى"، وعليه وجدت هذهِ الفروق عند البعض، ومنها: أنَّ الفرق بينَ الصوم والصيام، هو أن الصيام الإمساكُ عن المُفطرات، يصحبهُ وجودُ النيَّة، وهي العبادةُ المفروضةُ على المُسلمين، ودليلُ ذلك قولهُ تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}[سورة البقرة، آية: 183. والصوم، هو الإمساكُ عنها أيضًا وعن الكلام، كما جاء في شرائعِ السابقين، والدليلُ قولهُ تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}[سورة مريم، آية: 26.] فيرى أصحابُ هذهِ التفرقةِ بأنَّ عدمَ الكلام، هو ما ترتب على نذرِ الصومِ، أي أن صيامهم للنذر، يترتبُ عليه عدم الكلام. أنَّ الفرق بين الصوم والصيام، هو أنَّ كلمةُ الصيام خُصصَ استخدامُها في القرآنِ الكريمِ للعبادةِ، والصوم خُصص استخدامها للصمت، فلا يوجد في القرآن الكريم لفظ الصوم بمعنى العبادة، بل بمعنى الامتناع عن الكلام. أنَّ الفرق بين الصوم والصيام، هو أن لفظ الصيام جاء على صيغةِ مبالغة، التي من معانيها المفاعلة، أي المشاركة، بخلافِ الصوم الذي يُعدُ مصدرًا آخرًا من مصادرِ الفعل صَامَ، فكانَ لفظُ الصيامِ أوسع وأشمل وأعم، فلفظُ الصيام يحملُ معنى المجاهدة والمشاركة، وغير ذلك من الدلالات التي كانت من إحدى أهداف فريضة الصيام.



الإعجاز اللغوي _ القران الكريم_ الصوم_ الصيام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع