في ظلال مقالة اللغة العربية ليست لغة سامية
أ.د.عبدالله محمد بن شهاب | prof.dr.Abdullah Mohammad Zain bin Shehab
16/10/2020 القراءات: 1558
في ظلال مقالة اللغة العربية ليست لغة سامية :
المتتبع لهذا المقال يلفي أن صاحبه لديه الغيرة للغة العربية،ولكنها ليست غيرة عاطفية أو مسحة آنية عابرة.
اتسم المقال بالعلمية إلى حد بعيد،فذكر أن غير واحد من علماء اللغة أخذوا يتابعون ويتتبعون ما تمليه عليهم الدراسات الاستشراقية الوافدة،وهذا يذكرني بما يسميه بعضهم بعقدة الخواجه،مع أن كثيرا من هذه الدراسات خدمت اللغة العربية في بعض مستوياتها اللغوية والأدبية.
ومع هذه الخدمة التي قدموها للغتنا في بعض إتجاهاتها لكن ينبغي ألانسلم بكل ما أتوا به.
ومن هذا مفهوم اللغات السامية الذي لازال مفهوما افتراضيا لا يرقى لدرجة القطعية،ومع أنه كذلك مع الأسف تهافت وراءه بعض علماء اللغة المحدثين وعدوه كأنه من المسلمات.
هذه التسمية وإشكالاتها ليست وليدة اللحظة فقد تطرق إليها بعمق العالم العراقي طه باقر الذي له وجهة علمية متفردة في هذا الاتجاه .
هذه النظرة تتجلى في تسمية اللغة العربية باللغة الجزرية نسبة للجزيرة العربية التي تؤصل للغتنا تاريخا وأصالة وتراثا ومجدا تليدا.
أما مفهوم السامية أو الساميات فيدخلنا في إشكالية تاريخية كبرى من أولى نتائجها سلخ الأصالة والهوية العربية،لأن الانقياد وراء مفهوم السامية يؤدي بنا مباشرة إلى اليهودية،لأن مفهوم السامية يعادل تماما مفهوم اليهودية التي تحاول بكل ما أوتيت من قوة مسخ ومسح الهوية العربية الإسلامية بكل إتجاهاتها ومستوياتها المضيئة.
أقول وبكل أسف أن اللغويين الذين تشبعوا بالأفكار الغربية أو الاسشراقية لم ينظروا إلى خزائن التراث اللغوي العربي فراحوا ينسجون خيوط العنكبوت حول هذه الدراسات الغربية ولا أدري هل نسوا أم تناسوا أن غير واحدة من النظريات النحوية واللغوية والأدبية التي يتباهون بها إنما أصلها في فكر سيبويه وابن جني والزمخشري وعبدالقاهر الجرجاني .
نقول هذا الكلام لاتعصبا ولاتطرفا ولكن لابد على الباحثين أن يشعروا بحقيقة الخطر الذي يهدد كيان لغة الضاد ويهدم صرحها الشامخ.
صحيح لابد علينا أن نسعى جميعا لأن تكون لغتنا لغة منتجة للمعرفة لكن لايمكن أن تكون كذلك إلا إذا أظهرت بالمظهر اللائق بها.
فلا يمكن أن تنهض أمة إلا بنهضة لغتها فما بالك إذا كانت هذه اللغة هي لغة الوحي والتنزيل .
وصحيح أيضا أن وسم اللغة العربية بأنها لغة سامية لايضرها شيء ولن ينقص من قيمتها ولكن يجب أن يعرف أهلها أنهم مسؤولون عن الدفاع عنها والحفاظ عن سياجها .
وفقنا الله تعالى جميعا لذلك.
المستمد لدعواتكم :
أ.د.عبدالله محمد بن شهاب
النحو العربي، لغة سامية ، الاستشراق
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع