باحث طه ياسين محمد الزيباري


الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي

باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari


03/11/2024 القراءات: 128  


هناك فروق كثيرة ذكرها العلماء بين القرآن الكريم والحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه وينسبه إليه، منها( :
1- أن القرآن الكريم تحدى الله الناس أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور مثله، أو بسورة من مثله، أو بحديث مثله؛ فعجزوا. أما الحديث القدسي فلم يقع به التحدي والإعجاز.
2- أن القرآن الكريم منقول بطريق التواتر، فهو قطعي الثبوت كله؛ سوره وآياته، وجمله ومفرداته، وحروفه وحركاته وسكناته، أما الحديث القدسي فأغلبه أحاديث آحاد ظني الثبوت.
3- أن القرآن الكريم من عند الله لفظا ومعنى، أما الحديث القدسي فمعناه من الله باتفاق العلماء، أما لفظه فاختلف فيه.
4- أن القرآن الكريم لا ينسب إلا إلى الله تعالى، أما الحديث القدسي فينسب إلى الله تعالى نسبة إنشاء، فيقال: قال الله تعالى، ويروى مضافا إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم نسبة إخبار، فيقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه.
5- أن القرآن الكريم -على قول الجمهور- لا يجوز قراءته للجنب حتى يغتسل، بخلاف الأحاديث القدسية.
6- أن القرآن الكريم متعبد بتلاوته من جهة أن الصلاة لا تصح إلا بتلاوته دون الحديث القدسي.
ومن جهة أن ثواب تلاوة القرآن ثواب عظيم، والحديث القدسي ليس في تلاوته الثواب الوارد لتلاوة القرآن الكريم.
7- أن القرآن لا تجوز قراءته بالمعنى بإجماع المسلمين، وأما الأحاديث القدسية فعلى الخلاف في جواز نقل الحديث النبوي بالمعنى، والأكثرون على جوازه.
8- أن القرآن الكريم لا يكون إلا بوحي جلي، وذلك بنزول جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة، فلم ينزل شيء من القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم بالإلهام أو في المنام، أما الحديث القدسي فنزل بالوحي الجلي والخفي.
أما ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: ((بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟! قال: أنزلت علي آنفا سورة. فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر)) الحديث ؛ فهذه الإغفاءة ليست إغفاءة نوم، ولعلها الحال التي تأتيه عند الوحي؛ حيث يصيبه صلى الله عليه وسلم ثقل في الجسم وتفصد العرق وشبه إغفاءة نوم. والله أعلم.
9- أن القرآن الكريم تسمى الجملة منه آية، والجملة من الآيات سورة، والأحاديث القدسية لا يسمى بعضها آية ولا سورة باتفاق.
10- أن القرآن الكريم يكفر من جحد شيئا منه، أما الحديث القدسي فلا يكفر من جحد غير المتواتر منه.
11- أن القرآن الكريم يشرع الجمع بين الاستعاذة والبسملة عند تلاوته دون الحديث القدسي.
12- أن القرآن الكريم يكتب برسم خاص هو رسم المصحف، دون الحديث القدسي.
13- أن القرآن الكريم محفوظ من الله تعالى، كما قال سبحانه: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر: 9] ، والأحاديث القدسية بخلاف ذلك.
المصادر: يُنظر: ((التعريفات)) للجرجاني (ص: 83)، ((مناهل العرفان)) للزرقاني (1/ 50)، ((النبأ العظيم)) لدراز (ص: 44)، ((مجموع فتاوى ابن باز)) (25/ 60)، ((الموقع الرسمي لابن باز - نور على الدرب))، ((القول المفيد)) لابن عثيمين (1/ 81)، ((دراسات في علوم القرآن)) للرومي (ص: 22).


القرآن،الكريم ، الحديث القدسي، الفروق، الرسول


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع