أ.د. برزان مُيَّسر حامد الحميد


من روَّاد الوسطيَّة والتجديد،الشيخ رشيد الخطيب الموصلي (1303-1399هـ / 1886-1979م)

أ.د. برزان مُيَّسر حامد الحميــد | prof dr. barzan moyasir hamid alhameed


28/01/2023 القراءات: 1718  


شهدت الموصل منذ أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تحولات نهضوية مهمة على صعيد تصعيد الخطاب الإصلاحي فيها من خلال نخبة من رواد النهضة الفكرية من أبنائها ، والتي أفرزت اتجاهات إصلاحية عدة ، كان من أبرزها الاتجاه الديني الإصلاحي وله رواده من شيوخ وعلماء أفذاذ سخروا علومهم في سبيل رقي ورفعة الأمة .
من رواد الوسطية والتجديد، وأحد العلماء المجهولين لدى جمهرةٍ كبرى من المثقفين، عالم مَوصلي، من أنصار مدرسة المنار في مصر، وأبرز أقطابها في العراق، وله تفسيرٌ مطبوع لا يكادُ يسمع به إلا النُّدرة من المشتغلين بعلوم القرآن والتفسير فضلاً عن غيرهم، فمن هو هذا العالم الكبير؟
هوالشيخ رشيد الخطيب الموصلي، ابن العلاّمة صالح الخطيب، ابن الحاج طه الطائي الخطيب،أكتسبت الأسرةُ لقب الخطيب من جدِّه الشيخ الحاج طه، الذي كان مشهورًا بالخطابة، ينتسب الى قبيلة طي العربية المعروفة، ويقال ان أحد هؤلاء الاجداد جاء من سوريا، واكتسبت الاسرة لقب الخطيب من جده الشيخ الحاج طه .
اشار الشيخ رشيد الخطيب ان الامة لكي تنهض بواقعها وتسعى لاستعادة امجادها ومكانتها لابد ان تحظى بمستلزمات النهوض التي تتم عن طريق تعاضد رجالها وتفانيهم في خدمتها ، فهو يرى ان لاغنى لامة عن طبيب يعالج ابدانها ويشخص عللها، وفقيه يطيب ارواحها ويهذب نفوسها ، وعالم نحرير ينور افكارها ويكشف استارها لتنتظم في سلك البشر ، وفيلسوف يكشف ماهو كمين في الطبيعة ويستخرج لها القوات المودعة، وصائغ ماهر يجسم تلك الطبيعة المكتشفة وداهية يافعة ينظر في مستقبل الامور فيتكهن لها ما يخدعها ويكشف عنها ما يهددها وشجاع اهيس ، تشد به ازرها ويقوي بنيانها ، وكاتب بارع ، يحفظ آثارها ويقد في دفتر احوالها واخلاقها، وخطيب مصقع يوقظها من رقادها ويصلح ويحذر ويحرضها وينفث في روحها ، وفصيح يكون لها فخراً بين الامم وذخراً عند المعارضات والمناظرات، ويؤكد الخطيب على ان ذلك كله لايتم الاّ عن طريق العلم والعمل والجد .


رشيد الخطيب ، الموصلي ، روَّاد ، الوسطية والتجديد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع