المبدعون بين الوفرة والندرة
م.نوره الخضير | Noura alkhader
22/07/2024 القراءات: 441
لابد أن الكثير منا سمع قصص النجاح الطموحة التي كان أبطالها الأباء وربما الأجداد، رحلة محفوفة بالمخاطر والظروف القاسية التي تم تجاوزها وحل شيفراتها بالصبر وتجديد الهمة في كل مرة، لتنتج أشخاصاً ناجحين يُشهد لهم بالتميز على الأقران. وبالتأكيد لم يكن الأمر مقروناً بالحظ، الذي يُلقي عليه المتقاعسون باللوم، وأنه ما حالفهم يوماً. ولكن خلاصة القول أن الظروف الاستثنائية، تحتاج بالتأكيد إلى شخص استثنائي، ولأن الاستثناء يعني القليل، فيكون هنا بيت القصيد. مما لا شك فيه أن الحياة ميدان واسع للتعلم وقسوتها في بعض المواضع، تعطي درساً عن عشرات الدروس النظرية، لكن العلاقة بين الواقع المثقل بالعقبات والنجاح ليست علاقة طردية. فهذا الواقع يشهد ولادة عدد من المبدعين، لكنه يكون سبباً مباشراً لفشل الآلاف ممن لا يملكون قدرات فريدة، لكنهم مع واقع ٍأفضل سيكونون شركاء مميزين في بناء مجتمعاتهم ونهضتها. ومع عالمٍ يتطور في كل لحظة، يجد المرء نفسه بحاجة إلى مواكبة هذه السرعة في الانتقال إلى المستوى الأعلى، فأصبحت كلمات مثل الإبداع والابتكار تتفوق على كلمة النجاح المستحق لكل مجتهد.
ولكن ما هو الإبداع؟ يعرف الدكتور أسامة خيري في كتابه "إدارة الإبداع والابتكارات" الإبداع بأنه: "نمط حياة وسمة شخصية وطريقة لإدراك العالم، فالحياة الإبداعية تتمثل في تطوير مواهب الفرد، واستخدامه لقدراته وتوظيفها في إنتاج الجديد المختلف والمفيد". والإبداع بالتأكيد يحتاج إلى التركيز والانشغال بالفكرة الإبداعية وتطويرها وإخراجها لتكون قابلة للتنفيذ، واليوم لنلحق بالركب وننافس في الوصول إلى المقدمة، نحتاج التركيز على تحسين جودة الحياة، فالأرض الخصبة بالتأكيد ستنبت فيها البذور وستثمر نجاحاً يفخر به الجميع. وربما يستطيع من شهدت بلده توترات وحروب أن يدرك تماماً مرارة الانشغال بالتفاصيل اليومية، بينما يكون هذا الوقت متاحاً لغيره ليفكر ويحلل ويطور، وهنا في الظروف الاستثنائية يظهر الاستثنائيون ليصنعوا الفرق في حياتهم وحياة من حولهم لكن مع الندرة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوفرة.
الإبداع-النجاح-الواقع-الوفرة- الندرة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع