مدونة خالد حمادي


البصمة الرقمية... الظل الإلكتروني الخفي

خالد حمادي | Khaled Hammadi


31/07/2021 القراءات: 7401  



   إن عالم التكنولوجيا الرهيب اليوم صنع لكل فرد منا جينات وراثية إلكترونية وبطاقات إلكترونية تخزن كل بياناتنا في علبة سوداء تعمل كوقود لمافيا الشركات الكبرى ورؤوس الأموال وسوق الأنترنت السوداء الخفي.
   والحقيقة أنّه لكل مستخدم على الإنترنت بصمة رقمية، وهي تتشكل كلما استخدمنا الإنترنت ونشرنا تعليقات أو شاركنا مقاطع فيديو، إذ أن البصمة هي أثر الأنشطة التي نقوم بها على الإنترنت، والتي يصعب علينا أيضا التخلص منها، فطالما أن المستخدم متواجد على الإنترنت فإن بصمته موجودة.
   لم تعد بصمة الأصابع هى التى تميز الإنسان، فقد تطورت سبل الكشف عن هوية الإنسان من خلال بصمة العين والأسنان والصوت وبصمة الحمض النووى، وهناك دراسات حول بصمة الأذن والشفاه وبصمة الرائحة وبصمة اللسان، ومع التطور التكنولوجى أصبح هناك ما يسمى بالبصمة الرقمية.       تعرف البصمة الرقمية على أنها ملف رقمي، أو ظل رقمي، تشبيهاً بظلّك الذي يتبعك باستمرار، بل ويطلق عليها في بعض الأحيان اسم "الوشم الرقمي"، لأنها تلازمك على الدوام ولا يمكنك مسحها أبداً (أو على الأقل لا يمكنك محوها بسهولة دون أن يبقى لها أثر.       وعموماً، يوجد نوعان من آثار البيانات التي تكوّن بصمتنا الرقمية: النشطة والسلبية. - آثار البيانات النشطة هي تلك التي يتركها المستخدم عن قصدٍ مثل التعليقات، والإعجاب، والنشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر. - أما آثار البيانات السلبية فهي غير مقصودة؛ ويتم تركها إما من قبل مستخدمين آخرين، كأن ينشر صديق صورة لك، أو يتفاعل معك عبر الإنترنت، أو من خلال الأنشطة التي يقوم خلالها المستخدم في بعض الأحيان بتقديم بياناته، مثل التسوق عبر الإنترنت، وزيارة المواقع الإلكترونية، وإجراء عمليات البحث عبر الإنترنت.           إضافة إلى ذلك، قد يتم جمع البيانات من خلال ملفات تعريف الارتباط (cookies)، وهي ملفات يتم إنشاؤها عندما تزور موقعاً إلكترونياً لأول مرة، ويتم حفظها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لتتبع نشاطك عندما تزور الموقع مرة أخرى.
   كشف بيتر دولانجسكي، مسؤول المنتجات في محرّك «موزيلا فايرفوكس» الذي يدرس موضوع «البصمة»، أن «جمع القدر الكافي من هذه الخصائص بعضها مع بعض يؤدي إلى صنع رمز شريطي قابل للتعريف بدقّة، وبشكل متفرد». أمّا الخبر السيئ، فهو أنّ التقنية تعمل بشكل غير مرئي في خلفية التطبيقات والمواقع الإلكترونية، مما يصعّب رصدها ومكافحتها أكثر من سلفها، أي وجود ملف تعريف الارتباط الموجود في محرّك البحث، الذي يلعب دور المتعقّب المزروع في أجهزتكم. هذا غير أنّ الحلول المستخدمة لحظر البصمة محدودة أيضاً. واكتشف الباحثون المختصون في المجال الأمني أن تقنية البصمة كانت تستخدم في التعقّب قبل 7 سنوات، ولكن نادراً ما كانوا يناقشونها قبل اليوم.
   وكشفت شركة «موزيلا» أنّ نحو 3.5 في المائة فقط من المواقع الإلكترونية الشهيرة تستخدم هذه التقنية للتعقّب، مقارنة بـ1.6 في المائة عام 2016.    وعليه يبقى حماية أنفسنا في هذا العالم الشبكي تحتاج إلى دراية كافية بالتقنية المستخدمة فكل نقرة خاطئة فهي بصمة واثر نتركه لصائدي البيانات وتجار السوق العالمية.
المراجع :
1- https://www.lebanon24.com/news/science-and-technology/582429/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D9%86%D8%AA%D8%9F
2- https://www.digitalwellbeing.ae/ar/digital-domains/digital-footprint?color=fill_lightblue
3- https://www.mobtada.com/details/907719
4- https://aawsat.com/home/article/1825201/%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%82%D9%91%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A


البصمة الرقمية - الظل الإلكتروني - خبايا - الوشم الإلكتروني - التكنولوجيا الخفية - الانترنت


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


جزيت عنا خير لما تفضلت به تنبيه، الأستاذ الفاضل - خالد حمادي.