مدونة د. اوان عبدالله محمود الفيضي
الصيام شهر الإسلام فقه وأدلة وأحكام
د. اوان عبدالله محمود الفيضي | AWAN ABDULLAH MHMOOD ALFAIDHI a
05/03/2025 القراءات: 1014
الصيام لغة:بمعنى أمسك والإمساك والصيام في اللغةبمعنى واحد قال تعالى:(فَإِمَّاتَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِأَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًافَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)مريم/26أماشرعاً:فهوالتعبدلله بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وحكمه:الوجوب ومرتبته:أحدأركان الإسلام فمن حكمةالله أن نوع العبادات على العباد ليختبرحال المكلف وكيف يكون امتثاله فمن العبادمن يفتح له في الصلاةولايطيق الصوم ومنهم من يفتح عليه في الصلاةوالصوم ولايفتح له في الزكاةفنوع الله العبادات ليسابق من شاءالله له الهدايةويأطرنفسه على جميع الطاعات مهماكانت بعيدةعن هوى النفس ومقاصد الصيام هي:
1-أنه مرتبط بالإيمان الحق فهو قضيةقلبيةلأنه بين العبد وربه ومن أعظم معاني الصوم تربيةالإيمان وتحقيق التقوى والتطلع إلى الدارالآخرةقال تعالى:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواكُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَاكُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة/183ولهذا فهو سبب للسعادةفي الدارين لقولهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَاإِذَا أَفْطَرَفَرِحَ وَإِذَالَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ"الشيخان ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ"الشيخان
2-أنه وقايةمن الشهوات لقولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَا مَعْشَرَالشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَفَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِوَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ"رواه الشيخان وهووقايةمن النارلقوله صَلوات اللَّهُ وَسَلَّامَه"الصِّيَامُ جُنَّةٌ"البخاري ومسلم ومعناه وقايةومانع من الوقوع في المعاصي والنار ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"منْ صَامَ يَوْمًافِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا" الشيخان وهو السبيل إلى الجنةلقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًايُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِلَايَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ"الشيخان
3–انه شهر النفقةوالإنفاق والقرآن:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)البقرة/185وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ"كَانَ النَّبِيُّ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ وَأَجْوَدُ مَايَكُونُ فِي شَهْرِرَمَضَانَ لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍفِي شَهْرِرَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ القُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَبِالخَيْرِمِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"الشيخان وهوشهرالتوبةففيه ثلاثةأمور تكفرالذنوب:فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:1-"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًاوَاحْتِسَابًاغُفِرَلَهُ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"الشيخان2-"مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًاوَاحْتِسَابًاغُفِرَلَهُ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"الشيخان3-"وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًاوَاحْتِسَابًا غُفِرَلَهُ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"الشيخان وكذلك فهوشهرالجهادوالدعاءفناهيك أن أعظم معركتين كانتافي رمضان بدر وفتح مكةكما وسط سبحانه الدعاءآيات الصوم فقال:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوالِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)البقرة/186وقدُسَأَلتَ عَائِشَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:"كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ:مَاكَانَ يَزِيدُفِي رَمَضَانَ وَلاَفِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَرَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلاَتَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا
فَلاَتَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًافَقُلْتُ:يَارَسُولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟قَالَ:تَنَامُ عَيْنِي وَلاَيَنَامُ قَلْبِي"البخاري ومسلم وعَنْ عَائِشَةَقَالَتْ:"كَانَ النَّبِيُّ إِذَادَخَلَ العَشْرُشَدَّمِئْزَرَهُ وَأَحْيَالَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ"البخاري ومسلم وشدالمئزراختلف العلماءفي معناه فقيل الإجتهادفي العبادات وقيل إعتزال النساءللإشتغال بالعبادات أماعن أحكام الصيام فهي:المفطرات الأكل والشرب والجماع فمن تعمد فعل شيء من هذه الأشياءفقد أفطر بالإجماع ومن أفطرفي رمضان فعليه:إن كان بأكل أوبشرب فعليه التوبةوصيام يوم مكانه وإن أفطربالجماع فعليه أربعةأشياء:عليه الإمساك بقيةيومه لايأكل ولايشرب وعليه التوبةوالقضاءوالكفارة-بعتق رقبةأوصيام شهرين أوإطعام ستين مسكيناًفمن لم يجد سقطت الكفارة-أما رخص الصيام:فالمسافرله أن يفطروالكبير الذي لايستطيع الصوم عليه الفديةوالمرأةالحامل والمرضع تفطروعليهاأن تطعم إذا خافت على أولادها ومن أكل وشرب ناسياًلقوله صَلوات اللَّهُ وَسَلَّامَه"إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَاأَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ"البخاري ومسلم ومن أصبح جنباًفلاشيء عليه عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ يَغْتَسِلُ وَيَصُومُ"البخاري ومسلم ومن الرخص السواك وأيضا المضمضةوالاستنشاق مع عدم المبالغةلقوله صَلوات اللَّهُ وَسَلَّامَه:"وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّاأَنْ تَكُونَ صَائِمًا"الترمذي وكذلك "السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ"البخاري والحمد لله في المبدأ والختام
(الصيام شهر الإسلام فقه وأدلة وأحكام)