مدونة د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت


البركة

د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet


20/10/2020 القراءات: 3801  


البركة الخير الكثير، وهي على قسمَيْن:
الأوَّلُ: برَكةٌ تَلِيقُ بالخالقِ سبحانه وتعالى:
وهي البرَكةُ التي تكونُ مِن اللهِ عزّ وجل فهو المبارِكُ سبحانه وتعالى يُعطِي البرَكةَ لمَن يشاءُ مِن عبادِهِ.
الثاني: برَكةٌ تكونُ في المخلوق:
وهي برَكةٌ جعَلَها اللهُ سبحانه وتعالى في بعضِ عبادِهِ ومخلوقاتِه:
ومِن الأمثلةِ على البرَكةِ التي جعَلَها اللهُ في عبادِهِ ومخلوقاتِه:
1 ـ الأنبياءُ عليهم السلام : فلا شكَّ: أنَّهم مبارَكون، وأنَّ البرَكةَ التي فيهم تتعدَّى إلى غيرِهم، ومنهم:
2 ـ الرسولُ صلّى الله عليه وسلّم : فقد كان الصحابةُ رضي الله عنهم يتبرَّكون بشَعَرِهِ وبُصاقِهِ وبالماءِ الذي لامَسَ جسدَه؛ كما ورَدَ في «الصحيحَيْنِ»: «أنَّه صلّى الله عليه وسلّم إذا توضَّأ كادُوا يقتتِلون على وَضُوئِهِ».
فكانت بركتُهُ صلّى الله عليه وسلّم متعدِّية.
وأمَّا برَكةُ الأولياءِ والصالحِينَ، فهي غيرُ متعدِّية.
3 ـ فالأولياءُ والصالحون وأهلُ العلمِ فيهم برَكةٌ في أقوالِهم وأفعالِهم، فيعلِّمون الناسَ الخيرَ؛ لأنَّهم على الحقِّ والهُدى، وكثيرًا ما يَهدِي بهم اللهُ عزّ وجل مَن ضلَّ عن الصراطِ المستقيم.
فهذه البرَكةُ تكونُ في أعمالِهم؛ لأنَّها موافِقةٌ للحقِّ والهُدى والصواب، فعندما يراها غيرُهم يقتدِي بهم في تلك الأعمال، فتكونُ أعمالُهم حاثَّةً للناسِ على فِعْلِ الخيرِ، واتِّباعِ الحق.
4 ـ ومِن ذلك أيضًا: ماءُ زَمْزمَ : ففيه برَكةٌ؛ كما ثبَتَ في حديثِ أبي ذرٍّ رضي الله عنه عند مسلِمٍ: «إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» ، وزاد أبو داودَ الطَّيَالِسيُّ: «وَشِفَاءُ سُقْمٍ» .
فالبرَكةُ الموجودةُ في هذا الماءِ: أنَّه طعامٌ يُشبِعُ الجائع، وشفاءٌ للسُّقْم.
5 ـ ومِن ذلك أيضًا: العَسَل ؛ كما قال عزّ وجل: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69] .
6 ـ ومِن ذلك أيضًا: البرَكةُ في المسجِدِ الحرامِ ؛ فتُضاعَفُ فيه الصلاةُ إلى مِئَةِ ألفِ صلاةٍ.
لكن ممَّا ينبغي التنبُّهُ له : أنَّ بعضَ الناسِ ـ والعياذُ باللهِ ـ يتبرَّكُ ويتمسَّحُ ببعضِ الأولياءِ والصالحِين، أو بجُدْرانِ الحَرَم، وما شابَهَ ذلك؛ فهذا مِن الشِّرك، وهو على قسمَيْن:
1 ـ إن كان يعتقِدُ أنَّ هذا الذي يتبرَّكُ به يستقِلُّ بالبرَكةِ: فهذا شِرْكٌ أكبَر.
2 ـ أمَّا إن كان يعتقِدُ أنه مجرَّدُ سببٍ، وأنَّ المبارِكَ هو الله: فهذا شِرْكٌ أصغَر.


البركة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع