حقوق الإنسان بين كونية المفهوم وخصوصية التطبيق
21/07/2023 القراءات: 2159
قضيـة حقـوق الانسـان مـن القضايـا الشـائكة وتـزداد تعقيـدا كلـا تطـورت المجتمعـات وأصبحــت أكــر انفتاحــا مــن ذي قبــل، كــا ان قضايــا حقــوق الانســان مــن القضايــا الســائلة التــي يمكــن توظيفهــا سياســيًا في وجــه الــدول الضعيفــة والمانعــة. فــما المقصــود بمفهــوم حقــوق الانســان؟ وكيــف تبلــور هــذا المفهــوم؟ وهــل حقــوق الانســان نســبية أم مطلقــة؟
حقوق الإنسان هي تلك الحقوق والحريات المستحقة لكل شخص لمجرد كونه إنسانا. ويستند مفهوم حقوق الإنسان على الإقرار بما لجميع أفراد الأسرة البشرية من قيمة وكرامة أصيلة فيهم، فهم يستحقون التمتع بحريات أساسية معينة، وبإقرار هذه الحريات فإن المرء يستطيع أن يتمتع بالأمن والأمان، ويصبح قادرًا على اتخاذ القرارات التي تنظم حياته. وقد تبلور مفهوم حقوق الإنسان في الغرب عبر مسارين كبيرين: أولها التجارب السياسية الغربية المتمثلة في الصراع ضد الحكم المطلق من أجل الحد من صلاحياته الواسعة. والثاني اجتهادات المفكرين وتنظيرات الفلاسفة ابتداء من الحقبة الإغريقية، والرومانية، والإسلامية ثم الحقبة الحديثة في الغرب، وتعتبر فلسفة الأنوار معلمتها الرئيسية.
هذه الأرضية الثقافية الجديدة طالت كل المجالات والفروع المعرفية ووسمتها بميسمها بشكل واضح بما في ذلك مجال التشريع وفلسفة الحق ويجمع جل مؤرخي الفكر الحقوقي على أن مفهوم حقوق الإنسان قد تولد عن مفهوم القانون الطبيعي Droit naturel، أو أن حقوق الإنسان تجد أصلها في الحقوق الطبيعية. إلا أنه قد يكون من الأدق الإشارة إلى أن مفهوم حقوق الإنسان قد انبثق في سياق فكري تصبُّ فيه ثلاثة روافد: فكرة الحرية أو الحريات، فكرة العقد الاجتماعي، وفكرة الحق الطبيعي.
حقوق الانسان
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة