رؤى اكاديمية


مراكز المناهج بالجامعات والجائحة المقبلة

د/ احمد صلاح الدين ابوالحسن | Dr Ahmed Salah Aldin Abo ALhassan


04/10/2021 القراءات: 2842  


تعد مراكز المناهج بالجامعات اهم مختبرات الجامعة لتطوير منتجاتها المعرفية المتمثلة بالخطط الدراسية والبرامج الاكاديمية في اتساق مع جملة عوامل منها التعاطي الجاد مع الازمات والتحديات المحيطة مما يصنع القيمة التنافسية والاثر الاكاديمي المتوقع في ظل رؤية ورسالة الجامعة، وتحافظ بها الجامعات على مراكزها في مؤشرات التصنيف والاعتماد الاكاديمي بصحبة عوامل أخرى تتصل بالنشر والبحث العلمي والمنشات الجامعية وغيرها ، ومن المعروف أن قوة الخطط الدراسية ومحتوى مناهجها العلمية هي من أهم المعايير التي ينظر إليها عند التقدم للاعتماد الأكاديمي. بحيث تكون مواكبة للتطور العلمي ومتطلبات سوق العمل، وكذلك متابعة تطبيق تلك الخطط بعد اعتمادها ووضع المعايير والنماذج اللازمة للتأكد من تطبيق الخطة الدراسية ومفردات المناهج ومخرجاتها، بالإضافة إلى استيفاء المناهج لمتطلبات الاعتماد الأكاديمي، وخطط الهيكلة الأكاديمية.
ولعل المتخصص في علوم المناهج يدرك ان المنهج بأي مستوى هو عبارة عن منظومة متكاملة تشكل مرتكزات تحدد من خلالها الأهداف المتوقعة في ضوء موصفات المدخلات والعمليات وصولاً لصناعة مواصفات الخريجين وفق عوامل التنافسية المختلفة وهذا الفهم يسهل أدارك الدور المحوري لمنظومة المناهج الاكاديمية
، عندما بدأت أجراس الإنذار في نهاية شهر فبراير/شباط 2020م تدق للتحذير من تزايد تفشي فيروس كورونا المستجد، وتصدت دول العالم لهذه الأزمة بعدد من الإجراءات التي اتخذها للتكيف معها:
1. تعزيز مستوى التأهب مع إبقاء الجامعات ومؤسسات التعليم العالي مفتوحة وفرض إجراءات وقائية، ووضع بروتوكولات لتعامل مع الازمة.
2. الإغلاق الانتقائي واللجوء إلى عزل مناطق معينة كإجراء مؤقت.
3. إغلاق كامل على المستوى الوطني (الخيار الأكثر استخدامًا عالميًا).
4. الاستعانة بمصادر التعلم والتعليم عن بعد للتخفيف من فقدان التعلم.

وكخلاصة مع هذا المتصل من إجراءات التعامل مع الازمة اتضحت أهمية الحقيقة أنه ان الازمة الحالية مازالت تتسم بالضبابية وإمكانية الانتكاس او التكرار بأزمات مشابهة ، وانه بالإمكان الإجراءات التداخلية التعليمية أثناء الأزمات أن تدعم الوقاية وتعافي الصحة العامة مع تخفيف أثر تلك الأزمات على الطلاب وعملية التعلم وهذه الحقيقة تنبهنا الى الدور المحوري لمراكز المناهج الاكاديمية في الجامعات لبناء تصور متكامل او ما يطلق عليه )سيناريو B ( لمجابهة ازمة مماثلة من خلال مؤامة الخطط الدراسية للبرامج الاكاديمية مع تداعيات الازمة ، بحيث تؤخذ تلك التعديلات في الاعتبار في عملية التخطيط لاستحداث برامج اكاديمية جديدة او تطوير برامج قائمة، وصولاً لمرحلتي التكيف والتعافي، ومن ذلك يمكن اقتراح عددا من المتطلبات الأساسية في خريطة البرامج الاكاديمية ومخرجات التعلم منها على سبيل المثال لا الحصر:
 تضمين اتصاف الخريج بالقدرة على التكيف أو الحفاظ إلى حد ما على الأوضاع الطبيعية أثناء الأزمات ضمن مصفوفة مخرجات التعلم المقصودة.
 تضمين اتصاف الخريج بالقدرة على التعافي بسرعة أكبر في الأوضاع الاستثنائية المشابهة.
 اكتساب مهارات التعلم عن بعد لتوفير فرص الاستعانة بمصادر التعلم والتعليم عن بعد للتخفيف من فقدان التعلم.
 اتقان المهارات الرقمية الأساسية باستخدام البنية التحتية للنظام الأكاديمي بالجامعات وموارده البشرية للتصدي لتداعيات الازمات.
 تكييف المنصات المتاحة حاليًا للاستخدام على الهواتف الذكية أو الاتفاق مع شركات الاتصالات على إلغاء تكلفة الوصول إلى المواد التعليمية على موقع الجامعة.
 ترشيد الأنشطة الاجتماعية والأنشطة خارج المناهج الاكاديمية.
 تعديل نظم التقويم الأكاديمي بالخطط الدراسية.


مراكز المناهج - البرامج الاكاديمية - الخطط الدراسية - كوفيد 19


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع