بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد ...
إن الحاجة للفتوى متجددة كلما تجدد الزمان، وتعاقب الجديدان، وعصرنا الحاضر شهد الكثير من المستجدات الفقهية ولا سيما الطبية والعلمية منها، فكان حرياً بالمجتهدين أن يشمروا عن سواعدهم لإيجاد الحلول الفقهية لكل نازلة وواقعة مستجدة، ولعل من أهم المجلات التي ينبغي أن يتأهل لها المجتهدون هو مجال المصالح والمفاسد، تحديداً لها، ومعرفة لمراتبها وموازنة وتقريباً وتغليباً بينها، ومن هذا المنطلق كانت حاجة فقه النوازل ماسة إلى علم المقاصد .
والعمل بعلم المقاصد والتعرف عليه في الوقت الحاضر الذي كثرت فيه المحن والأزمات، واستجدت فيه النوازل والأحداث، له من الأهمية ما له، فهو يعدّ قانوناً عملياً تطبيقياً لضبط الفتوى، ولا سيما في القضايا المعاصرة، لأنه يمثل المنهجية التي يزال بها الإشكال ويدفع بها التعارض بين المصالح أو المفاسد أو هما معاً، ومن أجل تحقيق المقاصد الشرعية في الفتاوى والأحكام .
والنازلة التي يسلط البحث الضوء عليها هي "الرسوم المتحركة"، والتي سعى المجتهدون إلى دراستها لإعطاء الحكم الشرعي لها، وهذا دأب كل فقيه ومجتهد له صلة بعصره ومجتمعه مواكباً لقضاياه ومستجداته، إذ عرض الفقهاء هذه المسألة على قاعدة مراعاة المصالح المعتبرة وجلبها، ودرء المفاسد ودفعها، والترتيب بينها والترجيح للوصول إلى أصلح المصلحتين ودفع أفسد المفسدتين، وكذلك اعتبار المآلات ومراعاة الوسائل والغايات: والموازنة والمقاربة والترجيح والتسديد، للخروج بالرأي الأصوب، فكان هذا البحث الذي انعقد نظمه في مبحث تمهيدي، ومبحثين
تاريخ النشر
08/02/2018
الناشر
المؤتمر الدولي تحقيق القول في استقلالية علم المقاصد- جامعة وهران- أحمد بن بلة
أ.د. ساجدة طه محمود | Sajda Taha Mahmood | 5736