يحتل السحر مكانة هامة في حياة انسان ما قبل التاريخ، ويظهر ذلك من خلال الرسوم الصخرية التي تم اكتشافها في العديد من المواقع، والتي كانت تحمل العديد من الدلائل ذات المغزى السحري، التي عبر عنها الفن البدائي عندما صور لنا هيئات الشامان والسحرة، والحيوانات ذات الدلالة الرمزية التي تجمع بين شكل الحيوان والرمزية السحرية.
وكان من اهم الرموز التي كان لها دلالتها السحرية ايضا " طبعات الأيدي " أو بصمات الأيدي وهي من السمات الفنية التي انتشرت في العديد من الرسوم والنقوش الصخرية في العديد من كهوف العالم وكانت ضمن اهم عناصر فن الرسوم الصخرية، وكانت طبعات الأيدي إما تصاحب مناظر حيوانية أو مناظر صيد، أو كانت تأتى في مجموعة من بصمات وطبعات أيدي عدة لرجال ونساء.
والشامانية دين بدائي يتميز بالاعتقاد بوجود عالم محجوب هو عالم الالهة والشياطين وارواح السلف، وان هذا العالم لا يستجيب الاّ للشامان وهو كاهن يستخدم السحر لمعالجة المرضى والسيطرة على الأحداث. ولقد كان للشامان دور هام بالعديد من الحضارات منذ عصور ما قبل التاريخ، اذ كان يشكل شخصية استثنائية في القبائل البدائية، فهو سيد القبيلة الذي يمتلك قوى تفوق قوى الطبيعة والأرواح والأمراض والأعداء، وهو بالنسبة الى قبيلته الساحر الذي تعلّم اكتشاف المجهول والذي يعمل على التواصل بينه وبين الموتى، ويقوم بحلّ الكرب والمشاكل التي يتعرّض لها الإنسان وإعطاء أجوبة وحلول تساهم في إرساء التوازن في المجتمع القبلي وهو المسؤول على إخماد غضب الإله والحماية من الأرواح الشريرة.
ومن ثم يمكن القول ان السحر والشامانية هما أساس العقيدة الدينية لإنسان ما قبل التاريخ، وهما حجر الأساس لدراسة دين الانسان الحالي في القبائل البدائية
تاريخ النشر
14/03/2016
الناشر
مجلة حضارات الشرق الأدنى القديم، العدد الثاني، السنة الثانية، أغسطس 2016
د/ زينب عبد التواب رياض | Dr/ Zainab Abd El-twab Riyad | 9135