لربّما تنحصر أسباب القصور الوظيفي للغة العربية في المجتمع السعودي في عزوف اللسان عنها في مقاعد الجامعة وبخاصة في مهدها قسم اللغة العربية ،إذا لم نقل تحوّل ذلك العزوف من هجران العربية لسانًا إلى هجرانها تخصّصا ،رغم ما تبذله المملكة في تيسير التعليم بوسائط إلكترونية تواكب الهبة العلمية العالمية باستخدام نظام البلاك بورد في التعليم الإلكتروني بالإضافة إلى التعليم التقليدي ،ولأن اللغة العربية هي رمز الهوية في المجتمعات الإسلامية ، والسعودية على رأسها ، نجد الخطر قد سيّج المجتمع السعودي ،لا بتغلّب اللهجات على الفصحى ،فهي تبقى مع ذلك وجها من أوجه تطور اللغة ونمِّوها ،بل بشيوع الدخيل بكثرة نتيجة الاحتكاك السلبي بغير الناطقين بالعربية .
ولأن تقويم اللسان من المهام المفروض على قسم اللغة العربية تحرِّيها ،تكمن أهمية هذه المداخلة ؛فمن خلال احتكاك الباحثة بالطالبات ممارسةً ؛تدريسا وتواصلا ،واقعا بالتعليم التقليدي ،وافتراضا عبر نظام البلاك بورد ،لوحظ التحرّج الواضح من التواصل بالفصحى لأسبابٍ ،حاول هذا البحث رصدها وإعطاء البدائل الناجعة من أجل جيل واعٍ حامل لمقومات الهوية العربية الإسلامية ،محفوظِ النّسل أصيلٍ غير هجين.
خديجة محمد الصافي | Khadidja Mohammed Safi | 5601