عنوان المقالة:الأمان العاطفي في العلاقات الزوجية كمؤشر للصحة النفسية ( دراسة ميدانية تحليلية)
فاطمة عبدالحميد عبدالسلام المبقع | Fatima abdelhamid | 1687
نوع النشر
كتاب
المؤلفون بالعربي
فاطمة عبدالحميد المبقع
الملخص العربي
يُعد الزواج رباط شرعي يضم علاقة إنسانية يجد من خلالها كلٍ من المرآة والرجل الاستقرار العاطفي والإشباع النفسي والجسدي، وخاصة إذا نجح كلاً منهما في تلبية حاجاته وقام بمتطلباته التي يُحددها دوره الجديد في الحياه الزوجية، باعتبار أن الزواج مشاركة روحية تفاعلية قائمة بين الرجل والمرأة، فالزواج نظام شرعه الله لعباده، فيه من الحكم الجليلة ما يشهد له العقل ويقرره الواقع الملموس حتى لا يكاد يُخفى على أحدٍ ما يُحققه من مصالح للفرد والأسرة والأمة ثم للنوع الإنساني بأكمله. ويسعى الإنسان بطبعه إلى الزواج تحقيقاً للتفاعل النفسي العميق الذي يتكوّن لديه منذُ الطفولة ولعل من أهم الأسباب التي تدفع بالرجل والمرأة إلى تحمل مسؤولياته الجسيمة هي السعي لتحقيق حالة من الاستقرار الروحي والعاطفي الذي يتولد على أثرهما شعوراً بالطمأنينة والأمن والتوافق، فالناس يتزوجون لأسباب عديدة منها تبادل الحب مع شخص آخر والبحث من ذلك عن الأمان العاطفي باعتبار أن الزواج هو العلاقة الاجتماعية الوحيدة المقبولة بين كلٍ من الرجل والمرأة والذي من خلاله يُمكن للأفراد أن يُشبعوا دوافعهم دون أن يثيروا غضب أو سخط الآخرين ويصلوا إلى الوضع الاجتماعي المقبول. وتُعد الحاجة إلى الشعور بالأمان العاطفي من أهم الحاجات التي يأمل المتزوجون إشباعها من الزواج باعتبار أن الزواج هو التضامن، الحب، التكامل، الاتحاد، فهو بالتالي يُعد بالنسبة للفرد محطة أمان، وبداية رحلة عمر مشتركة قوامها التعاون والمحبة والألفة والإيثار، بحيث يوفر للزوجين شعوراً بالأمان والطمأنينة نتيجة الشعور والإشعار بالحب. يقول الله تعالى  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  ( سورة الروم ، الآية 21 ). إن المتمعن في هذه الآية الكريمة يُدرك أن الشعور بالحب والمودة قد يولدا مع الزواج، فهناك إندماج وتفاعل ينشأ لدى الزوجين وينمو بمرور الأيام حيث يُحقق الزواج ضمن ما يُحققه من أهداف كبيرة شعوراً بالألفة، ويقضي على أحاسيس الوحدة الكامنة في أعماق الإنسان قبل إقدامه على الزواج، فالزواج يُهدف إلى تحقيق نوع من الاكتفاء العاطفي للجنسين، فبه تحصل الألفة والمودة والرحمة مع التعايش المشترك والتعاون بين الزوجين في جوٍ يُغني حياتهما بالرضا والاستقرار والتوافق النفسي الأمر الذي يجعل كلاً منهما يشعر بمقدار أهميته مع نفسه ومع شريكه في الحياة مما يجعل الحياة في نظرهما جديرة بأن تُعاش وأن تستمر فيها الجهود. ويتمثل الأمن العاطفي في إشباع الحاجة إلى الحب الصريح بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، والحب الصريح هو ذلك الحب الذي يُعبر عنه باللفظ والحركة وكافة وسائل التعبير وبشكل واضح جداً بعيداً عن بعض السلوكيات الخاطئة كالنقد اللاذع والصمت والتجاهل والكلمات الساخرة والألفاظ الجارحة التي تؤدي إلى ردود أفعال مزاجية وسلوكية سلبية تتسم بالنفور والملل والشكوى وعدم الرضا. إن المعنى الأساسي للسعادة والعلاقة القائمة على المشاركة الوجدانية هي أساس العلاقة السوية باعتبارها الشعور الذي يُعطي الإنسان الإحساس بالوجود ويجعله أقدر على التوافق النفسي، ويبدو أن تطلعات المتزوجين للمشاركة في الحب قد لا تظهر ولا تتضح معالمها في العلاقة الزوجية في كثير من الأحيان، الأمر الذي يؤدي إلى كبت الحاجة والرغبة في علاقة الحب ومن ثم في فرص التعبير عن هذا الحب واستقباله، لذا كان من الأهمية أن يتوجه الاهتمام بدراسة مدى قدرة المتزوجين في التصريح بالحب المتمثل في الأمان العاطفي، وسيكون الهدف من هذه الدراسة ربط الجانب السيكولوجي من هذه الظاهرة بالجانب الاجتماعي وخاصة بعد أن أوضح العديد من المتخصصين والمهتمين في مجال علم النفس من أمثال سيسيليا كومو Cecilia Como، وميشيل روبين Michelle Robin، أنها ظاهرة نفسية اجتماعية في شكلها ومحتواها. والله ولي التوفيق المـؤلـفــة
تاريخ النشر
21/12/2023
الناشر
دار وائــل للنشر والتوزيع
رقم المجلد
رقم العدد
رابط الملف
تحميل (1 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
الأمان العاطفي
رجوع