عنوان المقالة:المكتبة العربية الإسلامية ودورها الإنساني(ارهاصات ومسيرة وعثرات)
محمد مسعود محمد أبو سالم أحمد مصطفى | mohamed masoud mohamed abou salem ahmed mostafa | 10146
نوع النشر
مجلة علمية
المؤلفون بالعربي
المكتبة- مسيرات - عثرات - حضارة
الملخص العربي
الناظر في تاريخ المكتبة الإسلامية يعجب من ارتفاع شأنها وثراء موجوداتها، وسمو مكانتها وأهميتها عند شرائح الأمة كافة، خاصة العلماء والحكام، مما جعل المكتبات تنتشر في العالم الإسلامي بأنواعها المُختلفة، وبالرُغم من التطور والتقنيات وما استتبعها إلا أن الكتاب سيظل دليلاً ثميناً في يد الباحثين؛ لأنه لا يقاس غنى المُجتمع بكمية ما يملك من أشياء، بل بمقدار ما فيه من أفكار، وقد يحدث أن تلم بالمُجتمع ظروف أليمة مثل: الفياضانات أو الحروب أو الحرائق، فتمحو منه عالم الأشياء هذا محواً كاملاً، أو تفقده إلى حين ميزة السيطرة عليه، فإذا حدث في الوقت ذاته أن فقد المُجتمع السيطرة على عالم الأفكار، كان الخراب ماحقاً، أما إذا استطاع أن يُنقذ أفكاره فإنه يكون قد أنقذ كل شيء، إذ أنه يستطيع أن يُعيد بناء عالم الأشياء، هذا البناء هو في ذاته نوع من العمل المُشترك الذي يقوم به مُجتمع ما، وتمام هذا العمل ضرب من المُستحيل، ما لم تكن هناك شبكة العلاقات التي تُنظمه، وتجعله سبيلاً إلى غاية مُعينة، وبذلك نستنتج أن ثروة الأفكار وحدها ليست كافية، كما دلنا على ذلك تاريخ المُجتمع الإسلامي في موقفين، فعندما بدأ هذا المُجتمع دخوله حلبة التاريخ في القرن السابع الميلادي كان عالم أفكاره ما زال جنيناً غامضاً، إذا ما قيس بالمُجتمعات المُتحضرة التي غزاها وهزمها في مصر وفارس والشام( )، فإذا ما نظرنا إليه وقد أخذ بعد ذلك بستة قرون يترنح في مهاوي التدهور والانحطاط، وجدناه يملك أغنى مكتبات العالم آنذاك، ومع ذلك انهار تحت ضربات شعوب حديثة العهد بالوجود، كالإسبانيين الذين كان عالم أفكارهم لا يزال فقيراً نسبياً، وبذلك نرى أن المكتبات لا تُغني من الهزيمة شيئاً، ففاعلية (الأفكار) تخضع إذن لشبكة العلاقات، أي إننا لا يُمكن أن نتصور عملاً مُتجانساً من الأشخاص والأفكار والأشياء دون هذه العلاقات الضرورية، وكُلما كانت شبكة العلاقات أوثق، كان العمل فعالاً ومؤثراً، وعليه، فإذا كانت ثروة مُجتمع مُعين يتوقف تقديرها على كمية أفكاره من ناحية، فإنها مُرتبطة بأهمية شبكة علاقاته من ناحية أخرى، والحد المثالي للتطور الاجتماعي الذي يُمكن أن يبلغه مُجتمع ما، مُتوقف على الحالة التي يُحقق فيها هذا المُجتمع أفضل الظروف النفسية الزمنية لأداء نشاطه المُشترك، وهذا يحدث بوجه عام عندما يكون المُجتمع في حالة النشوء: كالمجتمع الإسلامي في العهد المدني، وكالمجتمع المسيحي في مغارات روما( )، وإذا ما تمعنا في الأمر فعالم الأفكار هذا يرتكز أول ما يرتكز على الكُتب والمكتبات، ولذا جاء هذا البحث لتفهم تكوين تلك المكتبات وأنواعها ودورها مُنذ ارهاصات وجودها إلى مسيرتها التاريخية ومؤثراتها وتأثرها ثم عثراتها وكبواتها، وما كان عند المسلمين من امتلاك أدواتها، وما فعله الخلف بتركة السلف، ثم نُعول على ما يجب أن يتم لانقاذ ما يُمكن انقاذه من إرث عالم الأفكار لمزجه بعالم الأشياء بالإضافة لعالم الأشخاص، لننفض غُبار السنين عن رؤسنا، ونلحق بما سبقنا إليه غيرُنا، ونمتطي صهوة جواد الحضارة والتمدين.
تاريخ النشر
04/05/2015
الناشر
مجلة اقرأ – هيئة الشارقة للكتاب – دولة الإمارات – العدد 18 لعام 2015م.
رابط الملف
تحميل (265 مرات التحميل)
الكلمات المفتاحية
المكتبة- مسيرات - عثرات - حضارة
رجوع