مفهوم علم فلسفة الدين والتجربة الدينية
رعد حميد توفيق البياتي | raad hameed tawfeeq
22/03/2020 القراءات: 5051 الملف المرفق
مفهوم فلسفة الدين د.رعد حميد توفيق االبياتي ان مفهوم فلسفة الدين هو مقارب لما تقدمه الفلسفة بصورة عامة من خدمة وتلبية احتياجات معرفية وعقلية ووجدانية في فروع العلوم الاخرى (فلسفة اللغة وفلسفة الطب وفلسفة الاقتصاد وغيرها..) كما ان فلسفة الدين تشير الى القضايا الرئيسة للدين مثل وجود الله والخير والشر وبداية الخلق وعلم الله دون اختصاص بدين معين...... اما بداية حدودها فلا تتحدد بحدود زمانية او مكانية لانها ناشئة مع الحقيقة القائلة بان الانسان متدين بالفطرة وقد منح عقلا في ذات الوقت. المصطلح: نحت ورُكّب في اواخر القرن الثامن عشر مصطلح (فلسفة الدين) ليحل محل الالهيات الطبيعية، وهي تعني الالهيات التي تُعَد على مناهج البحوث ومعايير العقلانية الفلسفية ،لهذا نرى في مصطلح فلسفة الدين مجموعة من الحقائق والصادقة نافعة للدين ومتاحة للفلسفة وقابله للاكتشاف بمنهجية عقليه فلسفية استدلالية وهو هنا لا يتحدث عن الامور الغيبية كالموت والجنة والناس، وهي بذلك تحاول ان تلفق بين امرين: 1. الفلسفة التي كسيت فيها صبغة نقدية. 2. المسيحية التي دخل عليها الجرح والتعديل كي تبدو عقلانية اكثر ،اي يتقبلها العقل. لهذا فان المصطلح عندما اطلق كان يحاول اثبات عقلانية وعدم مثالية التعاليم المسيحية كالثالوث وصكوك الغفران وهي تتراوح بين الالهيات والفلسفة فهو من جهة يعد لاهوتيا ومن جهة اخرى يعد فلسفة. اما معناه الحالي فهو تأملات وتفاكر عقلاني حول حقيقة الدين، والظواهر الدينية( انتماء للدين توكل على جهة علوية غيبية، خوف رجاء)وهو يختلف عن علم الكلام لدى المسلمين ، والذي هو الدفاع العقلاني والاستدلالي والفلسفي عن المعتقدات الدينية الاسلامية. لان علم الكلام هدفه النهائي من هذا الدفاع: تبرير واثبات حقانية دين او مذهب ما خاص ، في حين ان فلسفة الدين كاحد فروع الفلسفة : هي الحركة العقلية والتفكيرية الحرة في نطاق الدين والمذهب. خلاصة التعريف: • ان فلسفة الدين ليست وسيلة لتعليم الدين واثباته او الدفاع عنه. • ان فلسفة الدين هي تفكير مجرد حول الدين • الذي يؤمن بدين او مذهب يمكن ان يتفلسف بالدين ولكن دون تبرير او دفاع. وبعد الفراغ من التعريف بعلم فلسفة الدين لابد من ازالة اللبس عن العلوم التي يمكن ان تتقارب معه ،وذلك من جهتين: • قد تشبه فلسفة الدين من حيث الموضوع الالهيات والعقيدة وعلم الكلام ودراسة الاديان المقارنة كونهما يبحثان عن الدين وحقيقته، لكنه يختلف ويفارقها من حيث المنهج وطريقة الاستدلال ، كون العلوم الاولى تنتهج المقدمات المنطقية والاستدلالات الرياضية والنقلية للوصول الى نتائجها واثباتها والتي تكون معدة مسبقا في حين ان التامل والتفكر والتعقل منهج فلسفة الدين بشكل مجرد. • قد تشبه من حيث المنهج والهدف علوم ما بعد الطبيعة وفلسفة الالهيات من حيث المنهج العقلي والتاملي للوصول الى الحقيقة ،لكن موضوعاتها تختلف
فلسفة الدين، التجربة الدينية، المسيحية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة