أخرج الشيخان البخاري ومسلم لعدد ممن اتهموا ببدع محدثة في الدين، كالتشيع، والاعتزال، والإرجاء...، ومن تلك البدع أيضا بدعة النصب، وتعني بغض أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، بل والغلاة منهم يذهبون لشتمه والنيل منه، وقد اتهم عدد من رواة الصحيحين بهذه البدعة، وقد بلغ عددهم خمسة عشر راويا، وعند التحقيق في سيرهم ومراجعة تراجمهم نجد أن معظمهم لم تثبت هذه التهمة بحقهم، وقد بينا أسباب الإتهام، والدفع بها عنهم، ومن ثبتت التهمة في حقه، فقد تبين لنا عظيم صنيع الشيخين في الرواية لهم إما في المتابعات والشواهد أو مقرونين دون الاعتماد عليهم في الأحكام منفردين.