عنوان المقالة:منهج المدرسة الأشعرية بين الحقيقة والادعاء : دراسة مقارنة
د. محمد أرارو | Dr. mohamed ararou | 13336
نوع النشر
مؤتمر علمي
المؤلفون بالعربي
محمد أرارو
المؤلفون بالإنجليزي
mohamed ararou
الملخص العربي
لقد أنعم الله على الأمة الإسلامية بعلماء أجلاء خدموا هذا الدين بكل ما أوتوا من علم وحكمة، ويعتبر من أبرزهم الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله إمام أهل السنة الذي حمل راية الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والرد بها إلى منهج سلف الأمة بعد ما زاغت الأفهام عن جادة الصواب، فهو لم يبدع قولا ولا أنشأ مذهبا جديدا وإنما نافح عن العقائد الإيمانية بإيراد الحجج ودفع الشبهات، جمعا بين صحيح المنقول وصريح المعقول، فجاء منهجه منهجا صحيحا سليما متماسكا ارتضاه أكابر علماء الأمة بغض النظر عن مجالهم الجغرافي، أو ثقافتهم العلمية، أو مذاهبهم الفقهية، لكون هذا الفكر فكرا وسطيا لا غلو فيه ولا تطرف، لا إفراط ولا تفريط، حفظ للناس إيمانهم وكرامتهم، فما كفَّر بمجرد ارتكاب الذنب والمعصية، ولا ألغى الأعمال عن الاعتبار، يرد التجسيم والتشبيه وينكر التعطيل، يزاوج بين ما صرح به النقل الصحيح وما وافقه العقل الصريح، فالعقل خادم النقل والنقل مرشد العقل. إلا أنه في العصور المتأخرة ظهرت فئة حاولت شق وحدة الأمة، بدعوى أنهم ليسو من أهل السنة، وأنهم وحدهم الفرقة الناجية، ونسو أو تناسوا أن المسلمين جميعهم أصحاب ملة واحدة، يعبدون معبودا واحدا، ويصدقون نبيا واحدا، وقبلتهم واحدة، وكتابهم واحد، ومصيرهم واحد، وبقليل من العقل والتفكير السليم؛ كيف يمكن إخراج هذا الجيش الجرار من العلماء المعتنقين لهذا المذهب السني والمتعبدين الله وفقه رغم اختلاف مشاربهم من فقهاء ومفسرين ومحدثين وغيرهم من دائرة أهل السنة والجماعة؟ ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أننا عند ما نسبة العقيدة إلى الأشعرية أو الماتريدية أو الحنبلية، لا نقصد أن للأشعرية عقيدة خاصة بهم، فالعقيدة عقيدة واحدة أصولها متحدة بلا خلاف ولا نقاش، فكل من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره حلوه ومره وصدَّق بذلك تصديقا جازما فهو مؤمن. وعليه ينبغي أن يعلم أن كل هذه المذاهب العَقَدِيَّة السنية الموجودة الآن: أشاعرة وماتريدية وحنابلة، ما هي في الحقيقة إلا مناهج لتفسير وشرح العقيدةالإسلامية والدفاع عنها، ولا خلاف بينها في الأصول الثابتة بالنص الصحيح الصريح الذي لا يحتمل التأويل، والخلاف الحاصل بينها؛ إما راجع إلى أمور فرعية اختلفت فيها النصوص نفسها، أو إلى فهم أمور أصلية تعددت التأويلات فيها، فتحصل لدينا أنهم كلهم أهل السنة والجماعة. ولما كانت هناك كثير من القضايا الشائكة التي انتُقِدت على المذهب السني الأشعري، أو فسرت تفسيرا غير صحيح مثل: قضية التفويض والتأويل، ومسألة العقل والنقل، والإيمان والكفر وغير ذلك.. من الأمور التي سال حولها مداد كثير بين المؤيدين والمعارضين، والمنتسبين والمخالفين، ودار حولها نقاش حاد لدرجة أن يحلو للبعض وسم هذا المذهب السني الوسطي المعتدل بالابتداع وأنه خارج من جماعة السنة؟! لذا سأحاول في هذه البحث.
تاريخ النشر
26/09/2019
الناشر
منشورات المجلس العلمي المحلي لإقليم صفرو
رقم المجلد
6
رقم العدد
6
الكلمات المفتاحية
المنهج - المدرس - الأشاعرة
رجوع