مدونة عبدالحكيم الأنيس


نثار من فوائد وخواطر وأفكار (6)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


23/02/2025 القراءات: 9  


37-صبغة الله الحيدري:
هو أحد رجال إجازتي من أستاذي الكبير العلامة السيد الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي أكرمه الله بكل خير، وإليه ترجع كل الإجازات.
وقد بحثتُ عن ترجمة له فوجدتها في "الأعلام" (3/ 286)، وفي كتاب "علماؤنا في خدمة العلم والدين" لشيخنا رئيس رابطة العلماء في العراق العلامة الشيخ عبدالكريم المدرس، قال في (ص: 247): "صبغة الله الكبير :
صبغة الله بن إبراهيم بن حيدر بن أحمد بن محمد [قلتُ: ومحمد هذا هو ابن حيدر بير الدين بن إبراهيم برهان الدين بن علي علاء الدين، انظر عنوان المجد (ص: 126). وهو أول الواردين من وراء النهر إلى العراق، انظر المصدر السابق (ص: 126)]، المشهور بصبغة الله الكبير وبالأول، كان علامة عالم العراق، ولد في ماوران وانتقل أخيرًا إلى بغداد وأقام بها وصار مركز دائرة العلوم الدينية على الإطلاق، فكم من عالم تخرج على يديه، وكم من مشكلات المسائل ترجع إليه.
وله تآليف كثيرة جليلة فمنها:
حاشية على تفسير البيضاوي.
وحاشية على حاشية المحقق عصام الدين على الجامي.
وحاشية على المحاكمات على العقائد الدوانية [قلتُ: في (ص: 57) على شرح العقائد النسفية وربما يقصد "شرح الدواني على العقائد العضدية وهو مطبوع] لجده العلامة أحمد بن حيدر [قلت: هو جده الثاني وترجمته في "علماؤنا في خدمة العلم والدين" (ص: 57)] وحواشيه على الكتب الحكيمة الصعبة.
وكان إمامًا جليلًا في كل فنٍّ، واستمر على تنويره العراق بالعلم والفضائل حتى وافاه الأجل سنة ألف ومئة وسبع وثمانين هجرية (1187) على ما كتبه إبراهيم فصيح في كتابه "عنوان المجد" صفحة (240) انتهى.[قلتُ: بل يُؤخذ مما ذكره (ص: 239-240) أن وفاته كانت سنة (1184)].
قلتُ: وقد وصفه أستاذي الجليل الشيخ عبدالكريم الدبان في إجازته لي (ص: 5) بأنه "نتيجة المتقدمين، وخاتمة المتأخرين، ذو الاسم اللامع والصيت الذائع العلامة أحمد بن إبراهيم المعروف بصبغة الله الحيدري". وهذا نص على تسميته بأحمد ولم يذكره المدرس، ولا إبراهيم فصيح في "عنوان المجد".
وفي الإجازة المذكورة (ص: 6): "وقرأ صبغة الله الحيدري أوائل بعض الكتب على جده حيدر بن أحمد تبركًا بأنفاسه وتقليلًا للسلسلة السنية".
وترجمة حيدر هذا في "علماؤنا في خدمة العلم والدين" (ص: 180).
***
38-الوحدة:
ذكر السيوطي في "بغية الوعاء في طبقات اللغويين النحاة" (1/ 388) لأحمد بن محمد البغدادي الشهرستاني قوله:
قد بلوتُ الناس حتى ... لم أجدْ شخصًا أمينا
وانتهتْ حالي إلى أنْ ... صرتُ للبيتِ خدينا
أمدحُ الوحدة حينا ... وأذمُّ الجمع حينا
إنما السالمُ منْ لم ... يتخذْ خلقًا قرينا
***
39-هل تزوج علي القاري؟
من خلال مطالعتي لترجمة العلامة المحدث الفقيه علي القاري في كلٍّ من:
- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر لمحمد بن فضل الله الدمشقي (2/ 185-186).
- والتعليقات السنية على الفوائد البهية في تراجم الحنفية لعبدالحي اللكنوي (ص: 8-9). قال فيها عن مؤلفاته (ص: 9): "وكلها مفيدة بلغته إلى مرتبة المجددية على رأس الألف".
- وحاشية إرشاد الساري إلى مناسك الملا علي القاري لحسين بن محمد سعيد المكي (ص: 5).
- وترجمته في مقدمة كتابيه "المصنوع" و"فتح باب العناية".
- وترجمته في مقدمة "الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة" بتحقيق الشيخ محمد الصباغ.
- وترجمته في "جلاء العينين" لنعمان الألوسي (ص: 41)( ) .
لم أجد أي كلام يشير إلى حياته الخاصة، أعني هل تزوج أو لا، وهل له عقبٌ أو لا؟ بل وجدتُ نصًّا في مقدمة تحقيق "المصنوع" (ص: 10) -ولم يُذكر مصدره- وهو: "ذُكر أنه كان يكتب كل عام مصحفًا بخطه الجميل وعليه طرر من القراءات والتفسير فيبيعه ويكفيه قوته من العام إلى العام. [قلتُ: جاء في طبعة للقرآن الكريم في استانبول قامتْ بها (بايتان كتاب آوي) سنة (1394هـ) قولهم (ص: 613) وموافقًا لخط علي القاري"].
ويلمح هذا النص إلى أنه كان فردًا يكفيه ما يأتيه من هذا السبيل.
وبعد مدة وقفتُ له على نص في نهاية "شرحه على كتاب عين العلم وزين الحلم" (2/ 390) يدل على زواجه، وهو:
"وكان الفراغ منه على يد مؤلِّفه رحم وغفر [له] مع سلفه وخلفه آخر يوم الخميس المشرف على ليلة الجمعة المسماة بليلة الرغائب من شهر الله المعظم رجب المرجب أحد الأشهر الحرم من شهور عام أربعة عشر بعد الألف من هجرة خير البشر"، فذهب الاحتمالُ الأولُ، وقوله (مع سلفه وخلفه) يدل على أن له أولادًا، ويعني هذا أنه متزوج، وبذلك لا نستطيع أن نضع اسمه مع "العلماء العزاب الذين آثروا العلم على الزواج".
وحين رأيت في قائمة أسماء كتبه في "هدية العارفين" للبغدادي (1/ 752) "دفع الجُناح في فضائل النكاح" قلتُ: ما كان ليكتب في فضائل النكاح ثم يدعه، ولعل هذا الكتاب هو الذي ذكره اللكنوي في "تعليقاته" (ص: 8) باسم "ورسالة في أربعين حديثًا في النكاح"، والله أعلم.
ولينظر: كتاب: علي القاري وأثره في علم الحديث.
***
40-دوبيت:
للقاضي ناصح الدين الأرجاني في "ديوانه" (2/ 198):
لا مسعد لي إذا اعتراني الأرقُ ... في ليليَ غيرُ شمعة تأتلقُ
حالي أبدًا وحالها يتفقُ ... الجسمُ يذوبُ والحشا يحترقُ
ولأحمد الغزي كما في "الكواكب السائرة" (3/ 104)
إنْ كان على البعاد مَنْ نهواه ... لا يذكرنا فنحن لا ننساهُ
قد طال تشوقي إلى لقياهُ ... كم أصبر لا إله إلا اللهُ
ولبعضهم:
يا مالك مهجتي ترفقْ بالله ... لا بد لكل عاشق مِنْ زلهْ
روحي تلفتْ ومهجتي في عِلهْ ... لا حول ولا قوة إلا باللهْ
ولي:
قد عشتُ غريبَ لوعةٍ مُحترقا ... والقلبُ ببحرِ عشقهم قد غَرِقا
إنْ قيلَ مضوا غدا شرابي رنقا ... والروحُ هفتْ لهم وجسمي صَعِقا
***
41-اكتمْ:
في "شذرات الذهب" لابن العماد (5/ 134):
"كان محمد بن نقطة ينشد:
لا تظهرنّ لعاذل أو عاذرٍ ... حاليك في السراء والضراءِ
فلرحمة المتوجعين مرارةٌ ... في القلب مثل شماتة الأعداءِ
قلتُ: وقد صدق والله.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع