قيم أخلاقية في حياة علماء القرن العاشر (1)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
03/10/2021 القراءات: 4618
قيم أخلاقية في حياة علماء القرن العاشر (1)
العلماء لا يغتابون
عبدالحكيم الأنيس
مِنْ كتب تراجم العلماء والصلحاء في القرن العاشر كتاب "الطبقات الصغرى" للشيخ عبدالوهاب الشعراني (898- 973)، وقد نعمتُ بمطالعتهِ، ولفتَ نظري نصُّ الشعراني على أخلاق جليلة فيمن يترجم لهم، منها خُلُق عظيم من أخلاق العلم بل الإسلام، وهو عدمُ الغيبة والحسد، في حقِّ الأقران، والمسلمين عامة، وهذا شيءٌ في غاية الروعة في المجتمع العلمي، وفينا إلى التمثُّل به حاجةٌ ماسةٌ، فاستخرجتُ ما قاله؛ لبيانه وللاعتبار به، وقد جاء هذا في تراجم العلماء الآتين:
الشيخ شمس الدين الجزيري الغمري الشافعي:
"كان على قدمٍ عظيمٍ في حفظ اللسان والجوارح، لا يَكاد كاتبُ الشمال يجدُ شيئًا يكتبه عليه الجمعة وأكثر، وكان وقتُه كلُّه معمورًا بالعلم والعمل والأوراد، وما سمعتُه قطُّ يذكر أحدًا بسوءٍ" .
***
الشيخ شمس الدين الغزي [ت: 918]:
"لم يضبطوا عليه غيبةً في أحدٍ مِن أقرانهِ، ولا غيرهم".
***
الشيخ شهاب الدين بن عبدالكافي [ت: 909]:
"ما سمعتُه مدة قراءتي عليه يذكرُ أحدًا مِن أقرانهِ الذين يرون نفوسَهم عليه إلا بخير".
***
الشيخ جلال الدين بن القاسم المالكي:
"كان حافظًا لسانًه في حقِّ أقرانهِ، ولا يَسمعُ أحدًا يَذكرُهم إلا ويُجلّهم ويقول: نفعنا اللهُ تعالى ببركتهم" .
***
الشيخ عبدالرحمن الأُجهوري (ت: نيّف وعشرين وتسع مئة):
"صحبتُه أربعين سنة فما سمعتُه قطُّ يذكرُ أحدًا بسوءٍ مِن أقرانهِ، على ما آتاه الله تعالى من علمٍ، أو مالٍ، أو جاهٍ، أو إقبالٍ من الناس، بل يقولُ: لولا أنه يستحقُّ ما أعطاه اللهُ تعالى" .
***
الشيخ بشر [الحنفي، توفي بعد: 960] (من أصحاب الشيخ نور الدين الطرابلسي):
"صحبتُه نحو خمس سنين، فما رأيتُ عليه شيئًا يشينُه في دينه، وما رأيتُه قطُّ يغتابُ أحدًا مِن أقرانهِ، ولا غيرِهم" .
***
الشيخ عبدالقادر المرشدي:
"هو على قدمٍ عظيمٍ في احتمال الأذى ممن آذاه، ولا يقابلُ أحدًا من أعدائه بسوءٍ، بل يصبر ويدعو الله بالمغفرة، وإذا جالسَه أحدٌ لا يكاد يفارقه مِن حُسن خُلقه وهضم نفسه، وجليسُهُ في راحةٍ منه، لا يكاد يَسمعُ كلمةً واحدةً منه في حقِّ أحد من المسلمين، وقلَّ مجلسٌ يَسلمُ الآن من ذلك".
***
الشيخ زين العابدين الجيزي:
"ما سمعتُه قطُّ يذكرُ أحدًا مِن أقرانهِ الذين يحسِدونه بسوءٍ، بل يُجلّهم ويكرمهم في غَيبتهم وحضورهم، ولا يؤاخذ أحدًا منهم على ما وقع منه في حقِّه، بل هو كثيرُ الاحتمال للأذى بطيبة نفس" .
***
الشيخ فتح الدين الدميري:
"ما سمعتُه قطُّ يذكرُ أحدًا بغيبةٍ لا عدوًا ولا صديقًا".
***
الشيخ غُنيم المالكي شيخ قبة السلطان الغوري:
"ما سمعتُه قطُّ يحسِدُ أحدًا من المسلمين على شيءٍ من الدُّنيا، ولا يَستغيبُه".
***
الشيخ ناصر الدين الطبلاوي [ت: 966] :
"كأنَّ الله تعالى لم يجعلْ في باطنه شيئًا من الأمراض الباطنة ولا من الظاهرة من الأقوال الرديئة، فإني ما سمعتُه قطُّ يحسِدُ أحدًا مِن أقرانهِ، ولا يستغيبُ أحدًا منهم، ولا رأيتُه قطُّ يتكبرُ على أحدٍ من المسلمين، بل يرى نفسَه أحقرَ خلقِ الله عز وجل، يقبِّلُ يد الكبير ويد الصغير، ويطلبُ الدعاء منهم، وما زارني قط وزرتُه إلا قال: ضعْ يدك على صدري لعل الله يطهِّره من الأدناس، والناسُ كلُّهم عنده صالحون، لا يكاد يَشهد في أحدٍ سوءًا أبدًا" .
***
الشيخ عبدالحميد السَّمهودي:
"ما رأيتُه قطُّ يُسيء الظنَّ بأحدٍ من المسلمين، ولا يحسِدُ أحدًا منهم على مالٍ، أو إقبالٍ من الخلق، بل هو حافظٌ للسانه عن ذكر أحدٍ بسوءٍ بغير حق" .
***
الشيخ نجم الدين الغَيْطي [ت: 983]:
"ما رأيتُه قطُّ يغتابُ أحدًا مِن أقرانهِ، ولا غيرهم، وآذاه بعضُ الناس الأذى فلم يقابله بكلمةٍ واحدةٍ".
***
الشيخ نور الدين الطندتاوي:
"ما سمعتُه مدةَ صحبته لي يذكرُ أحدًا من المسلمين بسوءٍ، ولا يحسِدُ أحدًا مِن أقرانهِ على وظيفةٍ حصلتْ له".
***
الشيخ الخطيب الشِّربيني [ت: 977]:
"لم أسمَعْه مدةَ صحبتي له يذكرُ أحدًا مِن أقرانهِ بسوءٍ، ولا يحسِدُ أحدًا منهم على ما آتاه الله تعالى مِن علمٍ، أو مالٍ، أو إقبالٍ من الأكابر، ولا غيرِ ذلك من رُعونات النفوس" .
***
الشيخ شمس الدين العلقمي :
"ما سمعتُه يذكرُ أحدًا مِن أقرانهِ إلا بخير... وما رأيتُه قطُّ يزاحِمُ أحدًا مِن أقرانهِ على دُنيا، أو جاهٍ، أو صيتٍ".
***
الشيخ شمس الدين الصفدي:
"ما رأيتُه يذكرُ أحدًا بسوءٍ من المسلمين".
***
الشيخ شمس الدين الطنيخي:
"ما سمعتُه قطُّ يذكرُ أحدًا من المسلمين بسوءٍ".
***
الشيخ كمال الدين بن الموقع:
"ما سمعتُه يذكرُ أحدًا بسوءٍ".
***
الشيخ شهاب الدين الشِّنْشَوْري:
"ما رأيتُه قطُّ يذكرُ أحدًا من المسلمين بسوءٍ، ولا يغتابُهُ ".
***
الشيخ شمس الدين النبتيتي:
"ما سمعتُه قطُّ يذكرُ أحدًا من المسلمين بسوءٍ".
***
الشيخ أبو الفتح بن الخلال الفُوّي:
"صحبتُه نحو عشرين سنة... ما رأيتُه قطُّ... ذكرَ أحدًا مِن أقرانهِ بسوءٍ، ولا حسدَ أحدًا منهم على جاهٍ".
***
الشيخ سلام الفيّومي:
"صحبتُه نحو عشرين سنة... ما سمعتُه يذكرُ أحدًا من المسلمين بسوءٍ".
***
الشيخ يحيى المسيري:
"لي في صحبته مِن حين كان دون البلوغ فلم أرَ عليه شيئًا يَشينُه في دينه، وما سمعتُه يذكرُ أحدًا بسوءٍ".
***
الشيخ أحمد الأخنائي:
"ما سمعتُه قطُّ يذكرُ أحدًا مِن أقرانهِ بسوءٍ".
***
الشيخ إبراهيم العلقمي [923-994]:
"ما سمعتُه قطُّ يذكرُ أحدًا مِن إخوانه، ولا غيرِهم بسوءٍ".
***
الشيخ تقي الدين الفُتوحي الحنبلي [862- 949]:
"ما سمعتُه قطُّ يستغيبُ أحدًا مِن أقرانهِ، ولا غيرِهم، ولا حسَدَ أحدًا على شيءٍ من أمور الدُّنيا، ولا زاحمَ عليها".
***
أخلاق العلم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جزاكم الله خيرا. منشوركم قيم نافع بإذن الرحمن . القيم الأخلاقية الرفيعة تسمو بمن يتحلى بها ، وتؤثر فيمن يحيطون به .