الإعلام العراقي .. الى أين؟
د. مروه العميدي | Marwa Alameedi
30/11/2023 القراءات: 885
الإعلام العراقي .. الى أين؟
من المعلوم أن الأعلام هو مصطلح يطلق على كل مؤسسة أو وسيـلة لا ربحيـة عامة أو خاصة ، رسميـة أو غير رسميـة مهمتها الأساسيـة نقـل الأحداث والأخبار والمعلومـات الحقيقـية من أماكن وقوع الحدث للعامـة بلا تزوير وتحـريف وترقيـع ، كمـا أن برامج الترفيـه والتسليـة تقع ضمن هذا المجال.
شهدت وسائل الأعلام والتي تسمى بالتقنيـة الأعلاميـة تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة بتطـور التكنولوجيـا وسياسيات الأنفتـاح والتحرر اليوم والتي جردت الكـثير من الأعلاميين من المخـاوف في أبداء الآراء وأن كان ذلك على مسـتوى محلي المحافظات أو الوحدات الأصغر إلا أن ذلـك أصبح عاملاً سلبياً يظلل الحقائق المتواردة ويجرد الحدث من المصداقيـة والحقيقـة.
من الملاحظ أن الوظائف الأعلاميــة اليـوم تخلت عن حيادتها وأضحت خاضعـة وتابعـة للجهـات الداعمـة لهـا فيما أذا كانت حزب أو سلطـة معينـة وعلى مستوى محلي وقطري .
ومن الأجدر أن تتم الأشارة الى مشكلة التراجع والتدني المتفاقمة في المجال الأعلامي على مستوى القطر العراقي التي تكمن أسبابها في منح الشهادات الصحافيـة من قبل معاهد مختصة في الأعلام إلا أنها غير معروفـة لكثيـر من الأفراد التي تفتقر الى عنصر الخبـرة و اللباقـة اللفظيـة واللغـويـة والمؤهلات التي تجعـل من ظهـوره في هذا المجال بشكـل سليـم ناجح فضلاً عن أفتقاره للخبـرة بهذا الخصوص وعدم متابعتـه للحوادث مما يجعل الساحـة الأعلاميـة في حالة تخلخل وتراجـع .
كما أن عدم وجود مراكز تأهيل وتطوير الأعلامي المبتدئ المتخرج حديثاً من كليـة الأعلام مما يترك بصمـة سلبيـة في السلطة الرابعـة.
سياسة الأنحياز و القيود الصحافيـة والتماس المباشر بين الصحافـة والسلطات والأحزاب والأنجراف وتخصص الأذاعات والقنوات لدعم فئـة دون أخرى .
كثرة القنوات التحريضيـة والتي تمارس عملها بكد في نقل الأحداث الكاذبـة وأساليب التهييج والتي عادة ما يتولد عنها أرتباك داخلي في القطر وتشجيع الكراهيـة وتولد الطائفيـة بين طبقات المجتمع الواحد.
غياب الرقابـة الأعلاميـة وعدم محاسبـة المقصريـن وعن لسان الأعلامي الحلي عيسى العطواني :
( من الصعب أن تجد اليوم رقابة حقيقيـة منصفـة من قبـل الجهـات الرسمـية وأن وجـدت فهـي نسبيــة ) فالرقابـة الأعلاميـة من الواجب أن تكـون حاضـرة من أجل محاربـة المفسـدين و وضع قانون معاقبـة المقـصر وفرض قيـود على كل المؤسسات اللا حكوميـة التي تمنح هويـة أعلام للفـرد الذي لم يتخرج من كليـة الأعلام .
يعاني الأعلامي العراقي من مشكلة حريـة التعبير و مشكلة تأميـن حياتـه فمن الأجدر أن يكون هناك سقف قانوني مدستر يستظل بـه ويأمن حياته وأرزاقـه .
تدني المستويات الثقافية والعلميـة للمتلقي والتأثر السريع بكـل ما يطرق دون تحليل للحادثـة والموضوع.
ومن الممكن الأشارة الى دور المرأة في الساحة الأعلاميـة التي صار أختيارها اليوم على أسس ومقاييس معارضـة لمهمـة مهنـة الصحافة والأعلام فضلاً عن أفتقارها للحس الثقافي الذي من الممكن أن يكون عامل مقارنـة مع نظيراتهـا في الوطن العربـي وأن هذه ترجع الى الممولات التي تقدمها الجهات المسؤولة والمؤسسات الممولة بشكل خاص.
#مروه_العميدي
الإعلام - التلفزيون - صحافة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع