التوحيد عند الإمام محمد الجواد – رضي الله عنه –
صباح علي سليمان | . Sabah A. Sulaiman
15/09/2022 القراءات: 2058
التوحيد عند الإمام محمد الجواد – رضي الله عنه –
أ.د. صباح علي السليمان
هو الإمام أبو جعفر محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا (عليهما السلام ) ، وأمه سبيكة النوبية( عليها السلام) ، ولد في المدينة المنورة عام 195 هـ ، واستشهد عام 220 هـ في بغداد، وعمره 25 سنة . ولقب بالجواد ، والتقي ، والمرتضى ، والقانع ، والرضي ، والمختار .
نشأ الإمام محمد الجواد في بيت آل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، مما ألهمه العقيدة الصافية الصادقة، فقد جاء في وصفه لعبادة الله تعالى ، حينما أتى إليه أعرابىّ فقال له: "هل رأيت ربّك حين عبدته؟ فقال: لم أكن لأعبد شيئا لم أره، فقال: كيف رأيته؟ فقال: لم تره الأبصار بمشاهدة العيان، بل رأته القلوب بحقائق الإيمان؛ لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالنّاس، معروف بالآيات، منعوت بالعلامات، لا يجور فى قضيّته؛ هو الله الّذي لا إله إلا هو. فقال الأعرابىّ: {الله أعلم حيث يجعل رسالاته} [الأنعام /124] (أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد) 1/ 150). وقد أجاد الإمام محمد الجواد – رضي الله عنه – من خلال براعته وبلاغته وأسلوبه في وصف عبادة الله تعالى فالله تعالى يرانا كما جاء في قوله :{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46] ، وهذه هي حقيقة الإحسان كما جاء في حوار جبريل عليه السلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم :"قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ " [ مسند أحمد 1/315]. فعلى المسلمين عبادة الله تعالى يقينا وقناعة ، ولا يجوز وصف الله تعالى ، إذ يقول الله تعالى : { فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) }[ الشورى ] .فسلام عليك يا أبا جعفر يوم ولدت ، ويوم استشهدت ، ويوم تبعث حيا .
محمد - التوحيد - ابو جعفر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع