فلكل شيء أساسه، يبدأ به ويرتكز عليه، وإذا تشابكت الأمور عاد إليه، وإن سار على خطوات موزونة نسب إليه، فبه يعرف الخطأ من الصحيح، ومنه تؤخذ بدايات الأمور لتعرف مآلاتها، ولعل من ذلك قولهم «طريق الألف ميل... يبدأ بخطوة»، وقولهم «أول الغيث قطرة... ثم ينهمر».
وهذا كتابي الجديد، أضعه بين يدي القارئ المتعلم أو المستفهم، أو الهاوي، وهو خلاصة ما استفدته من تجاربي في ماضي أيامي وحاضرها، آملا في تطوير قدرات الطالب «المتدرب» في خطوات متوازنة مدروسة، تنبه على البداية وتؤكد عليها لنتدارك أخطاء لا نريد أن نقع فيها في المستقبل.
ولعل هذه الفكرة التي أدور حولها نستطيع استيعابها من عنوانات الفصول، فمن مقدمة في «التدريب الرياضي» إلى «حمل التدريب الرياضي»، ومن «تخطيط التدريب الرياضي» إلى التأكيد على «اللياقة البدنية» وخطورة «الاختبارات والقياس والتقويم» وضرورة «تخطيط وتصميم برامج التدريب» للوصول إلى «طرائق التدريب الرياضي الأساسية».
لقد اتبعت في هذا الكتاب الدراسة العلمية المنهجية الأكاديمية، محاولا توضيح الأمور لطلاب الدراسات الأولية وطلاب الدراسات العليا على حد سواء، فطالب الدراسات الأولية يجد فيه ما يوسع مداركه ويفتح آفاق علم التدريب أمامه، وطالب الدراسات العليا يستطيع أن يستفيد من الأمور الأساسية التي ترفعه إلى مستويات أعلى من التعلم والتدرب والتطبيق.
ولعل من نافلة القول أن أشير إلى أن الفرق الرياضية من ذوات الدرجة الأولى، تستند في تربعها على هذا التصنيف «الدرجة الأولى» إلى أساسيات أتقنتها، وانطلقت منها، ثم طورتها، ولم تزل تدأب وتتابع وتتواصل حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، فلم لا تكون لنا أساسياتنا ونحن أهلها، ولم لا تكون منتخباتنا وفرقنا العراقية مصدر اللاعبين والمدربين المحترفين، بدلا من أن تكون المستوردة المتواكلة على جهود الغير؟ هو أمل أتمنى رؤيته، ولعلي في أساسيات التدريب هذه أكون قد ساهمت في وضع قطار فرقنا الرياضية على سكة الطريق الصحيح... والله من وراء القصد.
موفق اسعد الهيتي | Muwafaq Asaad Alhiti | 9589