المحفل العلمي الدولي التاسع

البيانُ الختاميُّ للمحفلِ العلميِّ الدوليِّ التاسعِ


الحمدُ للهِ الحيِّ القيومِ الذي وهبَ عبادَه أشرفَ المعارفِ والعلوم، ليخرجَهم من الظلماتِ إلى النور، والصلاةُ والسلامُ على رسولهِ المؤيَّدِ بالوحيِ والكِتابِ المَرْقوم، وعلى آله وصحبهِ ذوي الألبابِ والفُهوم، وبَعد: 

فإنهُ مع الانفراجِ اليسيرِ في الإجراءاتِ الاحترازيةِ المتعلقة بجائحةِ كورونا كوفيد – 19، عقدت مِنصةُ أريد للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية مَحْفِلَها العلميَّ الدوليَّ التاسعَ الموسومَ بـ"الإنماء المعرفي وتطوير المجتمعات الحضارية" على مدى ستةِ أيامٍ متتالية من الحادي عشر إلى السادس عشر من شهر (11- 16نوفمبر – تشرين الثاني 2021) بنسختين: حضورية احتضنتها مدينةُ طرابزون في تركيا، وإلكترونية، وبمشاركةِ نحو إحدى وسبعين (71) جامعةً ومركزًا بحثيًّا وجمعيةً علميةً، وحضورِ أكثرَ من (2407) ألفين وأربعمئةٍ وسبعةٍ من الباحثين والخبراء والأكاديميين الناطقين بالعربية على امتدادِ العالمِ بأسره  .

وتضمَّن المَحْفِلُ العديدَ من الفَعاليات العلمية، وفي مقدمتها تسعةُ مؤتمراتٍ علميةٍ دوليةٍ، وهي: المؤتمرُ الدوليُّ السابعُ للمخطوطاتِ والوثائقِ التاريخية، والمؤتمرُ الدَّوليُّ التاسع للاتجاهات الحديثة في العُلوم الإنسانية والاجتماعية واللغوية والأدبية، والمؤتمرُ الدَّوليُّ التاسع للاتجاهات المتقدمة في الدراسات الإسلامية، والمؤتمرُ الدَّوليُّ التاسع للاتجاهات الحديثة في العلوم التطبيقية، والمؤتمرُ الدَّوليُّ التاسع للتنمية المُستدامة، والمؤتمرُ الدَّوليُّ الرابع لقياساتِ المعلوماتِ والمعرفة: بين النظرية والتطبيق، والمؤتمرُ الدوليُّ الرابع للإعلامِ الرقميِّ وصناعةِ الوعيِ الجماهيريِّ بالتعاونِ مع جمعيةِ البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية، والمؤتمرُ الدوليُّ الرابع لتطبيقاتِ الذكاءِ الاصطناعي في العلوم المتنوعة، ألقيت فيها نحوُ خمسةٍ وخمسين (55) بحثا علميا تم اختيارُها من بين مئةٍ وستةٍ وخمسين (156) وصلت إلى اللجنة العلمية، وقد توزَّعت على ثلاثٍ وثلاثين (٣٣) جلسةً بحثيةً حُضوريةً، وافتراضية، بخاصية القاعات المتوازية،  فضلا عن عقد ِ عشرِ (10) محاضراتٍ علمية، وندوتين علميتين، وورشتي عمل.

وحظيت النسخةُ الحضوريةُ للمَحْفِل برعايةٍ رسميةٍ من والي وِلايةِ طرابزون الأستاذ إسماعيل أسطة أوغلو، ورئيس البلدية الأستاذ مراد زورو أوغلو، ومفتي الوِلاية فضيلة الشيخ عثمان إيدن، وضمت الامانةُ العامةُ للمَحْفِل رئيسَ جامعة طرابزون الأستاذ الدكتور محمد أمين أشق قوتلو، ورئيس الجامعة الخليجية الأستاذ الدكتور مهند المشهداني.

كما ضمَّ المَحْفِلُ طيفًا واسعًا من ضيوف الشرف، من دولٍ متعددة توزَّعوا بين رؤساءَ جامعات ومساعديهم، وعمداءَ كلياتٍ، وعددٍ من الشخصيات العلمية المرموقة، ورؤساءَ عددٍ من المؤسسات الإعلامية المعروفة 

ولا يسع المِنصة بأمانتِها العامة، واللجنة الاستشارية الموحدة فيها في ختام هذا المَحْفِل الكبير؛ إلا أن تُثني باحترام وتقدير عاليَين على الجهودِ الطيبة التي بذلتها الجامعاتُ الراعيةُ، ولا سيما رؤساءُ هذه الجامعات، والجهاتُ الراعية، ورؤساءُ الجلسات، والباحثون، والمحاضرون في الندوات والمحاضرات، والهيئاتُ الاستشارية، والتنسيقية، والتنفيذية، والكادرُ الفنيّ والتقنيّ ، والتي أسهمت إنجاح هذه التظاهرة العلمية الكبيرة التي نُفِّذت بالتواصلِ عن بُعد إلكترونيا .

وعلى ضوء هذه الفعاليات العلمية خرج المشاركون في هذا المَحْفِل بالنتائج والتوصيات الآتية:

1. إصدارُ كتابٍ تعريفيٍّ يضمُّ وقائعَ المَحْفِل العلميِّ الدوليِّ التاسعِ بنسختين: مطبوعةٍ وإلكترونيةٍ.

2. نشرُ البحوثِ المميزةِ في مجلاتٍ علميةٍ مصنفةٍ في سكوبس، وبعضِها في مجلات منصة أريد الدولية المحكمة.

3. مخاطبةُ الجامعاتِ الناطقةِ باللغة العربية بمُخْرَجات المَحْفِل للإفادةِ منها في توظيفِ الإنماءِ المعرفيِّ؛ لعلاجِ مشكلات المجتمع المعاصر.

4. زيادةُ الاهتمام بالقضايا المجتمعية في فعالياتِ المؤتمراتِ الإنسانية في المحافل العلمية. 

5. حثُّ القائمين على وسائل الإعلام والتواصلِ الاجتماعيِّ والمتعاملين معها على استشعارِ المسؤوليةِ في بناء المحتوى المعرفيِّ والنشر.

6. التواصلُ الفعاَّلُ مع الجامعاتِ لدعمِ مشاريعِ المجاميعِ البحثيةِ للارتقاءِ بالبحوثِ البينيةِ خدمةً لمجتمعاتنا.

7. ترسيخُ قيمةِ الإنماءِ المعرفيِّ لدى الباحثين؛ لأجلِ تعزيزِ أثرِها في تطوير المجتمعات. 

8. تجديدُ السعيِ الجادِّ لإنشاءِ مؤسسةٍ مالية تُعنى بالوقف العلمي، وترفِد صُندوقَ (منابت لدعم التنمية العلمية) لاسيما المشاريعُ العلميةُ لمِنَصة أريد، وذلك من أجل الارتقاء بالحركة العلمية والعناية بالعلماء والباحثين، مع التوصية بتأسيسِ فرعٍ (للوقف الإعلامي) دعمًا لفاعليةِ الإعلامِ الإسلاميِّ ودورِه في نشر المعرفة المنضبطة.

9. نثمِّنُ الخطواتِ التي اتخذتها بعضُ الجامعات في اعتماد مجلاتِ منصة أريد الدولية ونحثُّ بقيةَ الجامعاتِ على تبنِّي مثل هذه الخطوات. 

10- حثُّ الجامعاتِ العربية على زيادةِ الاهتمامِ بالإنماءِ المعرفيِّ، وصناعةِ النشر العلميّ، ولاسيما الرقميّ، وترصينِ المنهجية البحثية من أجلِ إثراءِ الاقتصاد المعرفيّ، والارتقاءِ بالإبداعِ العلميِّ، وتنميةِ المواردِ البشرية، وتعزيزِ تنوعِ مصادرِ الدخل القوميّ.

11- من أجل توظيفِ الإنماء المعرفيّ لتطوير مجتمعاتنا ينبغي السَّعيُ الجادُّ؛ لبناءِ منظومةٍ علميةٍ وإعلاميةٍ تقوم على الأسس الآتية:

-القدرةِ على التفاعل والتكيف مع المعارف العالمية.

- القدرةِ في الحفاظ على الهُوِيَّةِ الوطنيةِ والقيمِ والعاداتِ المجتمعيةِ في ظلِّ الانفتاح على المعارف العالمية.

- تأهيلِ أبناء الجيل لمواجهة تحديات العَوْلَمة المعرفية وفق منظومة قِيَمِيّة .

- مواكبةِ التطور المُتسارعِ في مجال اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات.

- بناءِ إستراتيجية متكاملة لإدارة المعرفة والإسهامِ في إنتاجها. 

- توظيفِ التعليم الإلكترونيّ وفق مقاييس متكاملة وعلمية لاكتساب المعارف العلمية .

- ترسيخِ مبدأ التغيير، والتحديث بوصفها قاعدةً للتطور ومواكبة المتغيرات المعرفية.

12- اعتمادُ الأسس التي رسمها القرآنُ الكريمُ والسنةُ النبويةُ في إدارة المعرفة، وتنميتها، وترشيدها.

13- احترامُ مصادرِ المعرفة (الحواس والعقل والوحي) لبناءِ منظومةٍ التصور للكون، والحياة، وتشكيل الشخصية الفاعلة، وإصلاح المجتمع.

14- الاهتمامُ بمجالِ الذكاءِ الاصطناعيِّ لتطوير المجتمعات، واختزالِ الموارد. 

15- تشجيعُ الباحثين على زيادةِ الاهتمامِ بالمخطوطاتِ والوثائقِ التاريخيةِ العربيةِ والإسلاميةِ في المجالاتِ كافة تحقيقًا ودراسة.

16- توجيهُ المؤسساتِ العلمية والباحثين إلى إبراز القيمة المعرفية التي أضافها تراثُنا العريقُ إلى الحضارةِ الإنسانيةِ بمختلف مجالاتها.

17 – التوصيةُ باعتمادِ مادةِ التأصيلِ الإسلاميِّ للمعرفةِ في مناهجنا الدراسية الجامعية.

18- نوصي الجامعاتِ بتعزيزِ تواصلٍ مع مِنَصة أريد لتطويرِ قدراتِ الباحثين فيها، ومُواكبةِ المستجداتِ العلميةِ والارتقاءِ بفعالياتها ونشاطاتها.

19- رفدُ المجاميعِ البحثيةِ والعلميةِ من أجل دَعمِ المشاريعِ العلمية التي تمَّ إقرارُها، والشروعُ فيها، وتشكيلُ مجموعةٍ بحثيةٍ عن التَّحولِ الرقميّ.                

20- إطلاقُ دبلوماتٍ أكاديميةٍ في تخصصاتٍ علمية بالتعاون بين مِنَصة أريد والجامعات الشريكة.

21- الشروعُ بتأسيس اتحاداتٍ تخصُّصيةٍ منضوية تحت مِظلة مِنَصة أريد الدولية.

22- إعدادُ برنامجَ عن الدورات التدريبية مدفوعة الثمن لاستدامة عمل الِمنصة.

23- السعيُ الجادُّ إلى إيجادِ جهاتٍ مُموِّلةٍ لمشاريعِ المِنصة وبرامجها العلمية مع الحفاظ على استقلاليتها كجهة علمية.

24- التخطيطُ المدروسُ لإنشاءِ مِنصةٍ خاصة بنشرِ البحوث العلمية الرصينة بحيث تخضع لمعاييرِ النشرِ الدوليِّ يوازي مثيلاتِها من المِنَصات الدولية. 

25- تشجيعُ مؤسساتِ ذاكرةِ المجتمعاتِ من مكتباتٍ وأرشيفاتٍ ومتاحفَ على توثيقِ مُقتنياتها التراثية، وتسجيلها في السجلاتِ الوطنيةِ والعالميةِ المعتمدة في برنامج ذاكرة العالم لليونسكو. 

26- دعمُ مكتباتِ المؤسساتِ التعليميةِ والبحثيةِ بأحدثِ البرمجياتِ والتطبيقاتِ العصرية؛ لتعزيزِ أدوارِ المكتبات الضِّمنية، والتوسعُ في برامج إتاحةِ المعرفةِ ومصادرِ المعلومات تحت مِظلةِ العلمِ المفتوح. 

27- الانفتاحُ على الجامعاتِ والمؤسساتِ العلميةِ في الدولِ العربية، والإسلاميةِ الفقيرةِ من أجلِ رفعِ المُستوى المعرفيِّ والعلميِّ فيها.

28- الاستثمارُ المنضبطُ للتقنيات الرقمية؛ لتعزيز الإنماءِ المعرفيِّ في تطوير المجتمعات الحضارية. 

29- دعوةُ الجامعاتِ لاسيما الشريكةُ إلى اعتمادِ نشاطات مِنَصة أريد ضمن تقييم الأداءِ الجامعيِّ والترقية العلمية.

30- تعزيزُ العنايةِ بإجراءِ الدراساتِ والأبحاثِ لفئات ذوي الاحتياجاتِ الخاصة.

31- إدراجُ أسبوعِ الباحثِ العلميِّ بين التخصصِ وتزكيةِ النفسِ، وخدمةِ المجتمع ضمن نشاطات مِنَصة أريد للعام القادم.

32- تجديدُ العنايةِ باللغة العربية ِسواء على مُستوى نشاطات المِنصة والجامعاتِ الشريكة، أم في كتابةِ البحوثِ والدراسات.

وفي الختامِ نتقدمُ بالشكرِ العاطِر، والتقديرِ الوافِر إلى جمهورية تركيا، والمسؤولين في محافظة طرابزون على حسنِ الحفاوةِ والاستقبال، وكرمِ الضيافة.

كما نتوجَّهُ بخالصِ الدعاءِ إلى الباري -عزَّ وجلَّ- أن يحفظ العبادَ من سيِّءِ الأسقامِ، ومن شرِّ وباءِ كورونا، وأن يُعجلَ برفعهِ عنهم برحمتهِ ولطفهِ ، إنه وليُّ ذلك، والقادرُ عليه. 

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.

المشاركون في المَحْفِلِ العلميِّ الدوليِّ التاسعِ

الثلاثاء ، الحادي عشر من شهر/ ربيع الثاني من عام 1443 هجري – السادس عشر من شهر نوفمبر- تشرين الثاني من عام 2021ميلادي.