المحفل العلمي الدولي الخامس عشر

البيان الختامي للمحفل العلمي الدولي الخامس عشر


البيانُ الختاميُّ للمحفلِ العلميِّ الدوليِّ الخامس عشر

الحمدُ لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاةُ والسَّلامُ على المبعوث رحمة للأمم سيدنا محمد المكرم وعلى آله وصحبه ذوي الهمم، وبعد:

ففي ولاية صُحار من سلطنة عُمان العامرة عَقدت مِنصةُ أريد العلمية للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية مَحْفِلهَا العلميَّ الدوليَّ الخامسَ عشرَ الموسومَ "الابتكار الجامعي وصناعة التنمية الشاملة" على مدى خمسةِ أيامٍ متتالية (1- 6 ديسمبر- كانون الأول 2024، الموافق 29 جمادى الأولى -6 جمادى الآخرة 1446هـ) بنسختين حضوريةٍ في قاعات جامعة صُحار، ونسخةٍ إلكترونية، وبمشاركةِ نحو سبعٍ وثلاثين (37) جامعةً ومركزًا بحثيًّا وجمعيةً علمية وألف ومئتي (1200) باحثٍ، مع تسجيلِ أكثرَ من خمسةِ آلافٍ وثلاثِمئة وثلاثةٍ وستين (5363) باحثًا وخبيرًا واكاديميًّا ناطقًا بالعربية على امتداد العالم بأسره، وبرعايةِ جامعةِ صُحار، ومجموعة عتاق، وكليةِ المعارف، وجمعية البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية، وجمعيةِ علوم الحديث.

وتضمن المَحْفِلُ العديدَ من الفعاليات العلمية، وفي مقدمتها عُقدت تسعةُ مؤتمراتٍ علميةٍ دولية وهي: المؤتمرُ الدوليُّ الثالث عشر للمخطوطات والوثائقِ التاريخية، والمؤتمرُ الدَّوليُّ السادسُ عشر للاتجاهات الحديثة في العُلوم الإنسانية والاجتماعيةِ واللغوية والأدبية، والمؤتمرُ الدَّوليُّ الخامسُ عشر للاتجاهات المتقدمةِ في الدراسات الإسلامية بالتعاون مع جمعيةِ علوم الحديث، والمؤتمرُ الدَّوليُّ الخامسُ عشر للاتجاهات الحديثة في العلوم التطبيقية، والمؤتمرُ الدَّوليُّ الخامسُ عشر للتنمية المُستدامة، والمؤتمرُ الدَّوليُّ العاشرُ لقياسات المعلوماتِ والمعرفة: بين النظرية والتطبيق، والمؤتمرُ الدوليُّ العاشرُ للإعلامِ الرقميِّ وصناعةِ الوعي الجماهيريّ بالتعاون مع جمعية البصيرة للبحوثِ والتنمية الاعلامية، والمؤتمرُ الدوليُّ العاشرُ للتحول الرقميّ والذكاء الاصطناعيّ في العلوم المتنوعة، ألقيت فيها نحو مئة وأربعة (104) بحوث علميّة، اُختيرت من بين مئةٍ واثنين وثلاثين (132)  بحثا وصلت إلى اللجنة العلمية، وقد توزعت على ثلاثٍ وثلاثين (33) جلسةً بحثية حضوريةً وافتراضية بخاصية القاعات المتوازية،  فضلا عن عقد ستّ عشرةَ (16) محاضرةً علمية، وسبعِ (7) ندواتٍ علمية وورش عمل ودورة علمية واحدة.

وتم على هامش المحفل توقيعُ اتفاقيات تعاون مشترك بين منصة أريد العلمية ورئاسة جامعة صُحار، وأخرى مع مجموعة عِتاق.

ولا يسعُ المِنصةَ بأمانتها العامة، وهيئتِها الاستشاريةِ العليا، ومجلسِ إدارتها في ختام هذا المَحْفِل الكبير؛ إلا أن تثنيَ باحترام وتقدير عاليَين للجهود الطيبة التي بذلتها الجامعاتُ والمؤسسات الراعيةُ، لاسيما رؤساءُ هذه الجامعاتِ، ورؤساءُ الجلسات، والباحثون والمحاضرون في الفعاليات العلمية، والهيئاتُ الاستشاريةُ، والتنسيقيةُ والتنفيذيةُ، والكادرُ الفنيُّ والتقنيُّ، التي أسهمت جميعا في إنجاحِ هذه التظاهرةِ العلميةِ الكبيرة التي نُفِّذت حضوريًّا وإلكترونيًّا.

وفي ضوءِ هذه الفعالياتِ العلمية وبشأنِ اعتماد مبدأ الابتكار كقيمة عليا في المؤسسات الأكاديمية وتعزيزِ أهداف التنميةِ الشاملة خرج المشاركون في هذا المَحْفِل بالنتائجِ والتوصياتِ الآتية:

1. إصدارُ كتابٍ تعريفيٍّ يضم وقائعَ المَحْفِلِ العلميِّ الدوليِّ الخامسِ عشر بنسختين مطبوعة وإلكترونية.

2.  نشرُ البحوثِ المميزةِ في مجلاتٍ علمية مصنفة في سكوبس، ومجلاتِ منصة أريد الدولية المحكمة.

3. مخاطبةُ الجامعاتِ الناطقةِ باللغة العربية بمُخرجاتِ المَحْفِل للإفادة منها في رعايةِ النُّخبِ العلميةِ والارتقاءِ المعرفيِّ لتطوير المجتمعات المعاصرة.

4. ضرورةُ الاهتمامِ بقضايا المجتمعات العربية والاسلامية في مُخرجات الجامعات والفعاليات العلمية الدولية.

5. التأكيد على تفاعل المؤسساتِ والجهاتِ العلمية مع مشاريع مِنصة أريد العلمية التي تم إطلاقُها، ومنها:

·      جامعة أريد الدولية للدراسات العليا.

·      منصةُ أبناءِ العلماء.

·      منصةُ العلمِ للجميع.

·      أكاديميةُ أريد لعلومِ الفضاء والفلك.

·      القريةُ العلمية.

·      وقفُ الذكاءِ الاصطناعيّ.

·      برنامج سباق العقول.

6.  تبني مشروعِ موسوعةِ أريد للمخترعين والمبتكرين الناطقين باللغة العربية.

7. تؤدي الجامعاتُ والمؤسساتُ العلمية دورًا متميزا في مشاريعِ الاختراع والابتكار، وتُسهم مع المنصات الإعلامية في نشرِ الوعي بأهمية التنمية الشاملة، وتعزيزِ ثقافتها بين أفرادِ المجتمع عن طريقِ برامج التوعية والتعليم المستمرّ.

8. التواصلُ الفعَّالُ مع المؤسسات التمويلية والخيرية لدعم المشاريعِ الابتكارية خدمةً لمجتمعاتنا، وتعزيزًا لمتطلبات التنمية الشاملة.

9.   نوصي الجامعاتِ بالمبادرة إلى تطوير برامجِها ومناهجها وأنشطتِها لتصبح أكثر انسجامًا مع التفكير الابداعي والابتكاري ومبادئ التنمية الشاملة.

10.      على صناعِ القرار في دولنا العربية والاسلامية العنايةَ بمخرجات الجامعاتِ ومنتجاتها الابتكارية ومخترعاتِها، وجعلَها ذاتَ قيمةٍ اقتصادية، أو خيريةٍ لصناعة مستقبلٍ أفضل لفئات المجتمع.

11.      للشريعة الإسلامية سبقٌ في العناية بمجالات الابتكار والابداع، وسنِّها أحكامَا لحماية الحقوق الفكرية، ومنع الاعتداء عليها، كما تزخر بصيغ التمويل الخيريِّ التي تعمل على تحقيق التنمية الشاملة وتبني المشاريع الابتكارية.

12.      يُسهم الإعلامُ الرقميُّ، وصحافةُ البيانات، في الترويج للأفكار والمشاريع الابتكارية ونشر الوعيِ الجماهيريّ بضرورة التفاعل الإيجابيّ مع متطلبات التنمية الشاملة.

13.      تعزيز المناهج الدراسية بمادة التربية الابتكارية ومراعاة مهارات المستقبل في المحتوى التعليمي، مع غرس مفهوم التطوع بوصفها قيمةً إنسانية، وحاجة حياتية ذات تأصيل شرعي.

14.      الاهتمام بنشاطات الطلبة (الفنية والثقافية) وتحليلها لمعرفة الدلالات النفسية وسمات شخصيتهم وانطباعاتهم الأسرية.

15.      نشر ثقافة الحفاظ على الأسرة كونها أساس بناء المجتمعات.

16.      العناية بالمورث التراثيّ والأدبيّ لتنمية قيمة الأصالة والانتماء الوطني لدى الأجيال.

17.      العناية بالمنهج الفقهي التحليلي في قضايا المستجدات مع مراعاة فقه الواقع في الإفتاء.

18.      دعم الدراسات التي تُقرِّب اللغةَ العربية من واقع الناس واستعمالهم، بما يحفظ قواعد اللغة في التدوين والمراسلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، والعناية بالألفاظ المهملة التي بينتها المعاجم لتكون بديلا او تطويعا للألفاظ الدخيلة والوافدة.

19.      توظيف التقنيات الذكية بما يسهم في معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية كالانتحار وتعاطي المخدرات وانشاء قاعدة بيانات لتكون مرجعا في الاقتصاد المعرفي والزراعة الذكية.

وفي الختام يسرُّنا أن نتوجهَ بالشكر الجزيل إلى سلطنة عُمان، قيادةً وحكومةً وشعبًا ، وبخاصة محافظة شمال الباطنية، وولاية صُحار، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة صُحار، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

والشكرُ موصولٌ للمؤسساتِ الراعية وللباحثين والمتحدثين الذين قدَّموا أبحاثهم، وألقَوْا المحاضرات العامة، والخبراءِ الذين قاموا بإدارة الجلسات، والحضورِ الكرام لجلسات المؤتمرات، وإلى الفريق الفنيّ، وكادرِ المنصة الذي عمل على تأمين قاعات الجلسات، والأمور الإدارية والتقنية الأخرى.

كما نتوجهُ بخالص الدعاء إلى الباري -عزَّ وجلَّ- أن ينعمَ على أمتنا، وشعوبنا بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار والنماء، وأن يحفظَ أهلنا في فلسطين ولبنان والسودان، ويُطفئَ نارَ الحرب والفتنة، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المشاركون في المحفل العلميِّ الدوليِّ الخامسِ عشر –

جامعة صُحار الخميس 4 جمادى الأولى 1446 هجري – 5/ ديسمبر- كانون الأول 2024 ميلادي.