مدونة الدكتور محمد محمود كالو


إعجاز الضمائر والأسماء والأفعال والجمل في سورة الكوثر

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


05/06/2022 القراءات: 1198  


إعجاز الضمائر والأسماء والأفعال والجمل في سورة الكوثر

لنتأمل الضمائر:

في اللغة العربية أنواع كثيرة من الضمائر ولكن هل تصدق أن هذه السورة القصيرة جداً (10 كلمات) قد اشتملت على كل أنواع الضمائر:
يقسم أهل اللغة الضمائر بحسب اعتبارات شتى :
باعتبار الظهور والاستتار : فيميزون بين الضمائر البارزة.. والضمائر المستترة.. وفي سورة الكوثر النوعان:
ضمير مستتر في فعل الأمر(انحر)
ضمير بارز في (أعطيناك)..
باعتبار الاتصال والانفصال: فيميزون بين الضمائر المتصلة والضمائر المنفصلة.. وفي سورة الكوثر النوعان:
ضمير متصل في (أعطيناك)
ضمير منفصل في (هو الأبتر)
باعتبار المحل الإعرابي : فبعضها في محل رفع .. وبعضها في محل نصب.. وبعضها في محل جر.. وفي سورة الكوثر.. ضمير في محل رفع (نا)
فاعل (أعطيناك)
ضمير في محل نصب (ك) مفعول (أعطيناك)
ضمير في محل جر(ك)مجرور(ربك)
باعتبار العدد : ورد في السورة.. الضمير المفرد (ك) وضمير الجمع (نا)
باعتبار الخطاب : جاء في سورة الكوثر ضمير المتكلم (نا) وضمير المخاطب ( ك) وضمير الغائب (هو).

لنتأمل الأفعال :

ليس في سورة الكوثر إلا ثلاثة أفعال (أعطى) و(صلى) و(نحر) ولكنها تستحضر.. عدة أنواع:
الأفعال الصحيحة....مثلتها(نحر)
الأفعال المعتلة.....مثلتها(صلى)
الأفعال المجردة....مثلتها(نحر)
الأفعال المزيدة... مثلتها (أعطى)
الأفعال المزيدة.. تصاغ إما بزيادة حرف، وإما بتضعيف حرف، (أعطى) نموذج للأول، (صلى) نموذج للثاني..
وبالنظر إلى اللزوم والتعدي (صلى) تحتمل اللزوم.. (نحر) تتعدى إلى مفعول واحد.. (أعطى) تتعدى إلى أكثر من مفعول...

لنتأمل الأسماء:

نلاحظ ذلك التناسق الجميل بين ما دل على الذات العلية ، وما دل على النبي صلى الله عليه وسلم:
ثلاث كلمات أحالت على الرب عز وجل وهي (نا) المتصلة بالناسخ (إن)..
و(نا) المتصلة بالفعل ( أعطى) و(رب)..
ثم نلاحظ.. محل النصب أولاً.. ومحل الرفع ثانياً.. ثم المجرور..
ثلاث كلمات.. أشارت إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم (ك) ( أعطيناك ) و (ك) (ربك) و (ك) (شانئك).
ولو اعتبرنا الضمير المستتر في (صل) و( انحر)..لحصلنا على الحالات الإعرابية الثلاث:
الكاف المنصوبة.. في (أعطيناك)..
والمرفوع في (صل)..
والمجرور في (ربك)...(لاحظ الترتيب)..

لنتأمل الجمل:

(إنا أعطيناك الكوثر) جملة خبرية..
(فصل لربك) جملة إنشائية.. فاستوعبت السورة الأسلوبين
(فصل لربك ) جملة فعلية
(إن شانئك هو الأبتر)جملة اسمية.. فاستوعبت السورة النوعين..
(فصل لربك) جملة بسيطة..
(إن شانئك هو الأبتر) جملة مركبة.. فاستوعبت السورة الشكلين..
يقصد بالجملة البسيطة.. ذات الإسناد الوحيد..ويقصد بالجملة المركبة ذات الإسناد المتعدد.. ففي جملة (إن شانئك هو الأبتر) إسنادان..
(شانئك).. مسند إليه (مبتدأ اسم إن)
و(هو الأبتر).. مسند إليه( خبر)..
لكن هذا المسند إليه نفسه.
جملة أخرى فيها إسناد (الأبتر) إلى الضمير .. (هو)..
قال أبو البقاء العكبري- رحمه الله- في "التبيان": "هو"مبتدأ، أو توكيد، أو فصل.."
ومعنى ذلك أن جملة (إن شانئك هو الأبتر) بسيطة باعتبار.. ومركبة باعتبار آخر..
وبالنظر إلى العلاقة بين الجمل.. احتوت السورة على العلاقتين الممكنتين: الوصل والفصل..
الفصل.. بين جملة ( انحر) والتي تليها ( إن شانئك)
الوصل .. بين جملة (انحر) والتي سبقتها..
كل هذا.. والسورة كلماتها معدودة على رؤوس الأصابع..
هذا ما ظهر من الإعجاز اللغوي، أما ما خفي فهو أعظم وأعظم.


إعجاز، الضمائر، الكوثر، الفصل، الوصل، الظاهر والمستتر ، الأسماء، الأفعال، الجمل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع