مدونة الدكتور محمد محمود كالو


لماذا وُصف القرآن بأنه الكريم؟

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


03/06/2022 القراءات: 2196  


لماذا وُصف القرآن بأنه الكريم؟

لقد وصف القرآن الكريم نفسه بعدة أوصاف وهو أعرف بذلك وهو كلام رب العالمين خير القائلين :

1 ـــ هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ سورة آل عمران : 138.

2 ـــ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ سورة النساء : 105.

3 ـــ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِينًا، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً سورة النساء : 174 ـــ 175.

4 ـــ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ سورة المائدة : 15 ـــ
5 ـــ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ، لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ سورة الواقعة : 77 ـــ 79.
هذا بعض ما يتصف به القرآن من صفات وآثار حسنة فهو كتاب مبارك عزيز كريم مجيد وهو بيان وهدى وموعظة ورحمة وشفاء وذكر ونور نزل بالحق ليحكم بين الناس ويدخل المؤمنين في رحمة الله وفضله ويهديهم صراطاً مستقيماً وهو عليٌّ حكيم وبصائر للناس وقول ثقيل وفصل وما هو بالهزل, لذا فهو ـــ أي حقائقه التي جُعِلت هذه الألفاظ وعاءاً لها وهي كالأمثلة لتقريب تلك الحقائق والمعاني العميقة إلى الأذهان ـــ في كتاب مكنون ولوح محفوظ .

ونرى من هذه الصفات الكثيرة للقرآن صفة بارزة ومتداولة أكثر من غيرها على ألسنة الناس وهي ( الكريم ) قال الله تعالى : ( إنه لقرآن كريم ) والكرم غاية في الوصف.

ويمكن أن ألخص وصف القرآن نفسه بأنه كريم لعدة أمور:

أولاً : لحسن ما فيه من بلاغة وفصاحة وإصابة المعنى .

ثانياً : كريم كرامة صاحبه وهو الله الكريم سبحانه.

ثالثاً : كريم كرامة لرسوله .

رابعاً : كريم لأن فيه تكريم الله لخلقه حين خاطبهم بنفسه ووجه إليهم كلامه مباشرة.

خامساً :كريم لأنه يبدأ في كل سورة ببسم الله الكريم .

سادساً : كريم لأنه يتضمن المكارم الدنيوية والأخروية .

سابعاً : كريم لأنه كتاب معطاء ، يعطي الثواب الجزيل على من قرأ حرفاً واحداً كما قال: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" [رواه الترمذي وغيره] .

ثامناً : كتاب كريم لأن جميع أرباب العلوم والمعرفة يغترفون منه وهو معين لا ينضب؛ فتجد الأصولي والفقيه والنحوي والأديب والمفكر والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والطبيب والمشرع والحاكم كلهم يأخذون منه ويستدلون بآياته ومع ذلك يبقى خالداً معطاءً .

تاسعاً : كتاب كريم حيث يكرم حافظه ويرفعه درجات قال: "حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة" [رواه الطبراني ].

عاشراً : كتاب كريم لأنه كثير الخير والبركة .
فالقرآن الكريم يُكرم من يحتاجه أو يلجأ إليه، فمن يحتاج إلى العلم فيُعطيه القرآن علمًا واسعًا، ومن يُريد الحكمة يُعطيه القرآن حكمة، ومن يُريد تعّلم اللغة يُعلمه القرآن اللغة، ومن يُريد راحة نفسية يُعطيه القرآن راحة نفسية، وهذه هي بالضبط صفات الكريم أنّ يُكرم من يلجأ إليه، ولهذا سُمي بالكريم.

والله تعالى أعلم.


القرآن الكريم، معطاء، يكرم الخلق، كرامة صاحبه، مكنون


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع