مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻حجة الوداع

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


22/03/2023 القراءات: 299  


سلسلة السيرة النبوية

🔻حجة الوداع

وفي العام العاشر أعلن النبي صلى الله عليه وسلم عزمه على الحج وهي المرة الوحيدة التي حج فيها بعد الهجرة إلى المدينة، فتوافد الناس من أرجاء الجزيرة للحج معه، وخرج من المدينة في أواخر ذي القعدة وقلد بدنه ، وخرج معه نساؤه كلهن وخرج معه من المسلمين مالا يقل عن تسعين ألفا ووافاه في الطريق خلق كثير ليحجوا معه

ولما بلغ "ذا الحليفة" ميقات الاحرام لأهل المدينة نزلوا وأقاموا ليلتهم بها واغتسلوا وتطيبوا ولبسوا ملابس الإحرام ، وأهل الرسول صلى الله عليه وسلم مقرنا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " أتاني الله آت من ربي فقال : صل في هذا الوادي المبارك ، وقل عمرة في حجة "
البخاري

وسار الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون بعد أن أهل بالحج والعمرة في مصلاه ، وقرن بينهما ، وركب القصواء ، وسار معه المسلمون وهم يلبون "لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"

وفي اليوم الرابع من ذي الحجة وصل الركب إلي مكة فدخلها نهاراَ ثم سار الرسول حتى دخل المسجد الحرام فلما رأى البيت رفع يديه وقال " اللهم زد هذا البيت تعظيما وتشريفا ومهابة وبرا " ولم يركع عليه الصلاة والسلام تحية المسجد إنما بدأ بالطواف لأنه تحية البيت

ولما فرغ من طوافه أتى المقام فصلي ركعتين وشرب من ماء زمزم ثم خرج فسعي بين الصفا والمروة سبعاًِ ، واستمر على إحرامه ولم يتحلل ،لأنه كان قارنا قد ساق معه الهدي
وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يحلوا تحللا تاما، فترددوا، فقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت، فحل من لم يكن معه هدي، وسمعوا وأطاعوا.

فلما كان يوم الترويه الثامن من ذي الحجة وكان الخميس توجهوا إلى منى وباتوا بها وكان ليلة الجمعة ، وفي التاسع منه توجهوا إلي عرفات وفيها خطب خطبته التي تعرف بخطبة الوداع قال فيها: "أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا, بهذا الموقف أبداً، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا "

" ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث- وكان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله» .

" فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألايوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف "

«وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟» قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد» . ثلاث مرات»

وبعد أن فرغ النبيّ صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً }[المائدة: 3]
وعندما سمعها عمر رضي الله عنه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان

وقد تعلم المسلمون مناسك الحج من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لهم (خذوا عني مناسككم) ، ولما قضى مناسكه طاف طواف الوداع ونادى في الناس بالرحيل ، ثم توجه عائدا إلى المدينة المطهرة


سلسلة السيرة النبوية 🔻حجة الوداع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع