مدونة د . محمد ابراهيم حسن عثمان


من نواميس الحياة نظرة متأملة في السيرة النبوية

د . محمد ابراهيم حسن عثمان | Dr.Mohamed Ibrahim Hassan Othman


09/11/2021 القراءات: 2246  


من نواميس الحياة "نظرة متأملة  في السيرة النبوية"كاتب المقال :دكتور محمد إبراهيم حسن عثمان،أستاذ بجامعة السلطان عبدالحليم معظم شاه الإسلامية العالمية بماليزيا (UNISHAMS ) أولا : بعد المحن تأتي المنح من نواميس الحياة التي نحياها : لابد بعد المحن من منح جاءت رحلة الإسراء والمعراج بعد محن عصيبة تعرض لها النبي ، والدرس التربوي في ذلك : اجعل لك إسراءً خاصا ومعراجا خاصا ، تقتلع نفسك من براثن الدنيا ، لتخلو إلى رب الأرباب فإذا كثرت الذنوب ، ضاقت الصدور فاركب براق روحك إلى مكان طاعة تأوي إليه . واعلم أنَّ :الهبات والرحمات تأتي في الخلوات، يقول تعالى:{ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ..} [مريم: 49] واهتف بهذا الدعاء الذي يرقق القلب ويطمئن النفس : يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً. فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ. إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ. فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ. أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً. فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ. حادثة شق الصدر قبل الصعود إلى السماء فيها درس بليغ ألا وهو : أنك لا تحتاج إلى الصعود والترقي لرب العالمين إلا إلى قلب سليم نظيف. روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب صدوق اللسان. قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا اثم فيه، ولا بغي ولا غِلّ ولا حسد» ثانيا : أهمية ومكانة المسجد كان ربط الرحلة في بدايتها ونهايتها بالمسجد، فالخروج من مسجد وإلى مسجد لتعلم الأمة قيمة المساجد ومكانتها في الإسلام، فهو بيت الأمة الذي اهتمَّ به رسول الله- صلى الله عليه وسلم – في بداية بناء دولة الإسلام، فالمسجد له مكانته وله دوره في الإسلام الذي لا بد أن يعود حتى يتخرج منه الرجال الذين يحملون دعوة الله ويبلغون رسالته وهنا يجب أن يعلم كل مسلم أن المساجد إنما أنشأت للعبادة بمفهومها الواسع ( صلاة ودروس علم وذكر وجهاد وتربية وقضاء و......و.............و...........) ثالثا :الصلاة معراج للأرواح والنفوس: اسأل نفسك بتأمل : لم فرضت الصلاة في السماء دون بقية العبادات ؟ !! حتى تتربى الأمة على أن يكون معراجها إلى السماء دئما فالصلاة ـــ لمن عرف قيمتها ـــ هي معراج للأرواح والنفوس: خمس مرات كل يوم في الأداء، وخمسون في الأجر والثواب عند الله، وإشارة إلى أن المسلم يسمو بنفسه وروحه فوق الشهوات والشبهات، ودائمًا يتطلع إلى المعالي، ويتعلَّق بالمثل الأعلى في كل شيء من قيم الحياة، فلا يرضى بالدون أو المؤخرة فكلما بعدتَّ عن العبادة والطاعة كنتَ في ضيق وغمٍّ وقلق نفسي وتوتر وضنك، والشفاء والعلاج في صلتك بالله، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}( طه: 124 – 126) . من خان حي على الصلاة تخونه حي على الفلاح درس رابع :المشاهد التي رآها الرسول في هذه الرحلة رسائل تحذير للأمة من هذه الانحرافات؛ حيث كانت العقوبات الشديدة المنفرة، فيحذِّر النبي الأمة من هذه الآفات كالربا، والزنا، وأكل مال اليتيم؛ والغيبة والنميمة وغيرها؛ لأنها أمراض اجتماعية تدمِّر المجتمع. درس خامس :كان الرحلة الأرضية (الإسراء) من مكة إلى الأقصى وكانت المعراج الرحلة السماوية من الأقصى ( الرحلة التي رأى فيها الجنة ونعيمها ) إشارة إلى أن الطريق إلى الجنة مرتبط بالأقصى عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ) وفي رواية لسلم (1037) (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) وفي رواية : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ درس سادس مهم للأمة : ألا وهو الأمل الأمل في الفرج والنصر جاء في الأثر : تفاءلوا بالخير تجدوه أعلل النفس بالآمال أرقبها ...... ما أضيق العيش لولا فسحةُ الأمل ولله در القائل : هوِّن عليك الأمر لا تعبأ بهِ إنّ الصعاب تهون بالتهوين أمسٌ مضىٰ ، واليوم يسهل بالرضا وغدٌ ببطن الغيب شبه جنينِ لا تيأسّن من الزمـانِ وأهلهِ وتقُل مقالة قانِطٍ وحزين فعليك بذر الحبّ لا قطف الجنىٰ والله للسّاعين خير مُعين وهذا نداء للأمة أن تصبر وتتحلى بالأمل : يا أمتــــى ، صـــبراً فليلك كـــاد يسفر عن صباح لا بد للكابــوس أن ينزاح عنـــا أو يــــــــزاح إن ضــــاقت الدنيــا به وسـعته (سورة الإنشـــراح واجبات عملية : للفرد : الصلاة عماد الدين فاجعلها في نفسك كذلك ( أداء وخشوع ) استعد للصلاة قبل الآذن ، هدفك الصف الأول ، تكبيرة الإحرام ، الخشوع فإنما جعل اللآذان للغافلين . (من خان حي على الصلاة تخونه حي على الفلاح) ــ للمجتمع : لا تظننَّ أنك حر في عمل المعصية وأن هذا أمر يخصك ، لا لا فكثير من المعاصي ضررها ليس عليك فقط ، بل يمتد للمجتمع فاحذر وانتبه فربما تأخذ وزر المعصية و وزر من فعلها بسببك للأمة : قضية فلسطين كانت وما تزال هي قضية الأمة جميعا ، فلتكن كذلك في الوعي الجمعي لجميع الأمة


سيرة ـ نبوية ـ تأملات ــ محن ـ منح


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


أكرمك الله دكتور محمد كلام جميل ورائع - أحسنت أحسن الله إليك والى والديك وكل عزيز لديك اللهم آمييين