مدونة بلمقدم يحيى


مشابهة نموذجية بين الجامعة ووسيلة النقل (السيارة)

بلمقدم يحيى | Belmokaddem yahia


11/08/2021 القراءات: 2366  


يمكننا أن نقوم بمشابهة نموذجية بين الجامعة ووسيلة النقل السيارة كون الجامعة هي قاطرة المجتمع بقيادة السياسي ووزارة التعليم الجامعي كما يلي:
1- السياسي: هو مفتاح التشغيل
2- القائد: هو وزارة التعليم الجامعي
3- المحرّك: النظام البيداغوجي (ل، م، د)...
4- الوقود: البرامج ومنهجية التسيير والتأطير...
5- الرّكاب: المجتمع بكل مؤسّساته
6- العجلات: الأساتذة، الطلبة، والإدارة.
- إذا كانت الانطلاقة خاطئة تتعطّل السيارة من حين لآخر...
- الميكانيكيون: هم الخبراء الإداريين وعلماء المجتمع المحلّي الذين لهم دراية كافية بأحوال المجتمع بشكل عام و"المجتمع المصغّر" بشكل خاص (الجامعة).
- المحرّك: هو نمط النّظام البيداغوجي الذّي تتبنّاه منظومة التعليم العالي.
- قطع الغيار: هي مجموع الأدوات والتقنيات التي تعتمدها وزارة الجامعة في إصلاح المحرّك دون المساس بالمقوّمات الأساسية له وللمبادئ العامة للمجتمع.
- الوقود: البحث العلمي ومجموع البرامج والآليات المنهجية المعتمدة في طريقة التسيير والتّأطير البيداغوجيين، فهو بحاجة ماسّة إلى المراجعة والمراقبة والتّصويب والمتابعة، والتّجديد، وبالتالي يتجدّد من حين لآخر وفق المعطيات الجديدة التي تظهر سواء على المستوى المحلّي أو المستوى الإقليمي أو الدّولي (تغيرات إجتماعية، إقتصادية، سياسية، أمنية، استراتيجية، علمية، تطوّر تكنولوجي...)، فهذا التّجدّد لمسايرة التحوّلات الدّاخلية والخارجية.
- الطّريق: هو مسار حياة المجتمع حيث نستفيد من الماضي مهما كان، ونعيش الحاضر وفق خصوصياتنا ووفق المعطيات العالمية الجديدة بكل حكمة وعقلانية، والتخطيط للمستقبل القريب والبعيد بناءا واعتمادا على علماءنا وخبراءنا والبحوث العلمية المحلية خاصة تلك التي تهتم بالمجتمع المحلي، ولا ننتظر من يقدّم لنا حلول ونتوهم بأنها تحل مشكلاتنا خاصة الاجتماعية منها والاقتصادية، وبهذا نكون نعبّد الطّريق للأمام.
- الرّكّاب: هو المجتمع بكل مؤسّساته فالجامعة هي أساس مستقبله بفضل العلم والمعرفة التي ينتجها أبناءه من الباحثين...إلخ.
- وجهة الطّريق: يلعب السياسي الدّور الرّئيسي فيه، ومن ثمّة وزارة التعليم الجامعي التي تعتبر المنفّذ لما يريده السياسي، وهذا الأخير ينفّذ ما يملى عليه في إطار الإتفاقيات الدولية والمعاهدات وسبل التّعاون وغيرها من الثّغرات التي يختبىء وراءها السياسي عندما يعجز النّظام ككل عن التحدّي والتّميز لكل مؤسّسات المجتمع، بحكم نمط الأنظمة السياسية في مثل هذه المجتمعات كالجزائر وغيرها... إلخ.
يمكن أن تأخذ الجامعة أحد المسارات الأساسية التالية:
1 – مسار يتحرّك نحو الأمام: وهو ما يعرف بالتّقدّم، وهو الذي تعرفه جامعات المجتمعات المتقدّمة التي تتصدّر الترتيبات العالمية.
2 – مسار ثابت أو التّراوح في المكان: وهو الذي تعرفه بعض الجامعات في مجتمعات عديدة بسبب مشكلات متشابكة كالحروب، الحصار، ضعف الموارد المادية... وهي الجامعات التي تتذبذب في الترتيب العالمي دون تحقيق نتائج مشرّفة.
3 – مسار يتّجه نحو الخلف: وهو ما يعرف بالتّخلّف وهو أخطر مسار تتجه إليه الجامعة وبالتالي المجتمع، وهو المسار الذي تعرفه الجامعات في المجتمعات المتخلّفة.
- دور الجامعة (السيارة): نقل المجتمع المحلّي من التخلّف والرّكود إلى التّطوّر والتّقدّم نحو الأمام في سباق مع باقي جامعات المجتمعات الأخرى ومنافستهم.
في الأخير يحق لنا أن نتساءل عن كل عنصر من هذه العناصر التي ذكرناها ونقول:
- هل الميكانيكيون (خبرائنا وباحثينا) لهم القدرة والامكانيات اللازمة والكافية على فهم ومعالجة مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية...؟
- هل لهم القدرة على إصلاح المحرّك الجديد (ل، م، د) إذا تعطّل، أم يستنجدون بمن صنعة أو ابتكره؟
- هل لنا القدرة على تصنيع قطع الغيار (التسيير، المنهجية، الآليات... لهذا المحرّك؟
- هل لنا القدرة على إنتاج المواد الخام لإستمرارية تشغيل المحرّك كما يجب؟
- هل عبّدنا الطريق وفق المقاييس العالمية وخصوصية مجتمعنا لتسهيل الحركة...؟
- هل استشرنا الرّكاب بشكل جدّي قبل تغيير محرّك السيارة الجديد وهل هم مقتنعون به ويدعمونه لينجح.
- هل حدّدنا وجهة الطّريق التي سنسلكها أم سنسلك طريق الذين عبّدوا طريقهم حسب مقاييس مجتمعاتهم؟
فإذا كانت لدينا كل هذه الوسائل والتقنيات والامكانيات المادية والبشرية لماذا لم نبني نظام تعليم عالي بأنفسنا وفق متطلّبات مجتمعنا ومسايرة التحوّلات العالمية في ميدان العلم والمعرفة.




الجامعة - التعليم العالي - السيّارة - المشابهة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع