مدونة ا.م. د.عبدالسلام حمود غالب الانسي


سلسلة وتواصوا (8) إياك والفجور في الخصومة

د.عبدالسلام حمود غالب الانسي | ABDULSALAM HAMOOD GHALEB


16/04/2022 القراءات: 1378  


وتواصوا (8)
إياك والفجور في الخصومة

هناك من الناس اليوم من أثرت فيه الأيدلوجيات المتعددة فيغضب لغضبها ويفرح لفرحها حتى لو جانبت الصواب في ذلك.
وهناك من يتخذها دكتاتورية وتعصب أعمى كفرعون حين قال لقومه (ما أوريكم الا ما أرى )
فيرى أن الحق كل الحق فيما يقوله ومايراه وماتملي عليه الجماعة والحزب والطائفة والقبيلة
وما سوى ذلك هراء وباطل.

ويذكرنا بمذهب بوش إن لم تكن معنا فأنت ضدنا
مفاهيم خاطئة تقود إلى الكراهية والحقد والضغائن والفرقة بين أوساط الأمة فنكون لقمة سهلة للأعداء.
بل يصل الأمر إلى الحرب والإقصاء وتكميم الأفواه وبث الشائعات ضد المخالف بحق أو بباطل لينتصر لفكرته
وحزبه وجماعته بعيدا عن تعامل الإسلام مع المخالف بل يصل الأمر للسخرية والإنتقاص من اي عمل أو جهد يقدمه الآخر ما دام لا ينتمي لهم
وكذلك يصل الأمر إلى الحرمان من المساعدة والتعاون عند الحاجة .

ونتذكر أقوال الأئمة كيف عالجوا ذلك
فقال الشافعي :
قولي حق يحتمل الخطأ وقول غير خطاء يحتمل الصواب هكذا يرشدنا الامام الشافعي للتعامل مع المخالف
بعيدا عن الإقصاء والتهميش والسخرية والإعتراف أنه يمكن أن يكون قول المخالف صواب
ويقال :
أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما والعكس بالعكس

فتعامل مع الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم مهما بدر منهم ولتكن أخلاقك يسودها التسامح والتقبل للاخر مهما كان بعيدا عن فكرك ومذهبك وبلدك .

لقد عاش الرسول صلى الله عليه وسلم مع مختلف الأجناس والاراء والأديان فتعايش مع اليهود حتى غدروا فأدبهم واجلاهم.
وتعايش مع كفار مكه بعد صلح الحديبية حتى غدروا فأدبهم، وتقبل الوفود والزوار من مختلف أسقاع الأرض
وراسل الملوك والأمراء كذلك وارسل اصحابه إلى الحبشة فتعايشوا معهم رغم اختلاف الدين والعادات والتقاليد.
وكذلك سطر لنا الرسول تعايشه مع أصحابه والمواقف المختلفه التي بدرت منهم
حتى تعامله مع المنافقين بين ذلك وحذر من صفاتهم وفضح الوحي مخططاتهم باستمرار .

فنحن اليوم نضيق ذرعا بالمخالف من المسلمين بمجرد الاختلاف في الرأي والفكرة والحزب والجماعة
ولابد أن نتذكر قول الإمام مالك
كل يؤخذ من قوله ويرد الا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم

اين نحن اليوم من التعايش والتسامح على مستوى المسلمين فيما بينهم البين بل على مستوى الفكر والمذهب الواحد نجد الصراعات والنزاعات.
والفجور في الخصومة نراه واضحا للعيان
وكل ذلك بسبب البعد عن المنهج الرباني في التعامل مع الآخر فما أحوجنا للرجوع إلى هدي الإسلام في التعامل مع الآخر
ولنحمل العذر للآخرين بعيدا عن الغلظة والشدة وننتقد الفكرة لا الشخص
سلسلة وتواصوا (8)
د.أبو الياس الانسي


الفجور .الخصومة . وتواصوا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع