مدونة عبدالحكيم الأنيس


ترجمة الرفاعي من "الدر المكنون في المآثر الماضية من القرون" للعُمري

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


03/07/2022 القراءات: 939  


هذا الكتاب "الدر المكنون" تأليف الشيخ ياسين بن خير الله بن محمود الخطيب الموصلي الحنفي، وهو من علماء القرن الثالث عشر، قال إسماعيل البغدادي في "إيضاح المكنون" (1/48): "توفي في حدود سنة (1215)".
قلتُ: ولكنه أنجزَ تأليف كتابه المذكور يوم الاثنين (25) من المحرم سنة (1218)، فوفاته بعد هذا التاريخ، وفي "الأعلام" (8/ 129) أن ولادته سنة (1157)، ووفاته (بعد سنة: 1232).
وكتابُه محفوظ في المكتبة الوطنية بباريس، ومنه نسخة مصورة في مكتبة المجمع العلمي العراقي، ومنها نقلتُ هذه الترجمة عام (1990م).
***
قال (العُمري) في "الدر المكنون" القسم الأول (ق 198):
"وفيها: -أي في سنة (578)- تُوفي الشيخُ التقيُّ العابدُ الوليُّ الشيخُ أحمد بن علي بن أحمد الرفاعي، مِنْ سواد واسط. كذا ذكرَه ابنُ الوردي.
وقال ابنُ خلكان: "كان فقيهًا شافعيًا، أصله من المغرب، ولأتباعه أحوالٌ عجيبةٌ من أكل الحيات وقبضهم، وإذا عضتهم لا تضرهم، والنزول في النار، وركب الأسود، ولم يعقب وإنما العقب لأخيه".
أقولُ: إني نظرتُ في نسب الشيخ المذكور عند سادات الموصل، فوجدته ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعند ذكر اسمهِ .... قضاة ونقباء ستة أو أكثر يشهدون بصحة نسبه وشرفه، ثم رأيتُ شيئًا آخر لشرفاء البصرة، وهذا أشهر مِنْ أنْ يُذكر، ويتصل نسبُهم به، وهو مِنْ خيار الشرفاء المتصل نسبهم بسيد الأنبياء.
وفي "البهجة" أيضًا أنه مِن أولاده صلى الله عليه وسلم.
وكراماتُه كثيرة.
وله شعرٌ، منه قولُه لما زار القبر النبوي فقال:
في حالة البُعد روحي كنتُ أرسلها ... تقبِّل الأرض عني وهي نائبتي
فهذه نوبةُ الأشباح قد حضرتْ ... فامددْ يمينك كي تحظى بها شفتي
فخرجت اليدُ الشريفةُ من القبر، وجَعل الشيخُ أحمد يقبِّلها" ا.هـ.
***
قلتُ:
النص في كتاب ابن خلكان «وفيات الأعيان» المطبوع (1/ 172): «ولأتباعه أحوالٌ عجيبةٌ: من أكل الحيات وهي حية، والنزول في التنانير وهي تتضرم بالنار فيطفئونها، ويُقال: إنهم في بلادهم يركبون الأسود، ومثل هذا وأشباهه».
***
وقولُ المؤلف العُمري: في "البهجة"، يظهرُ أنه يريد نسخةً من كتاب "جلاء الصدا في سيرة إمام الهدى" لابن جلال اللاري، وفي الموصل نسخة منه سُمِّيتْ بهذا الاسم، كانتْ في مكتبة الأوقاف هناك.
وكنتُ قلتُ في مقال بعنوان: "بيانُ القصد من قولهم "بهجة الرفاعي"، و"البهجة الرفاعية"، و"البهجة للرفاعي":
"جاء في "فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف العامة في الموصل" (2/312): "كتاب البهجة. أحمد بن علي الرفاعي المتوفى سنة 578. أوله: الحمد لله الملك المنّان الجواد، المُقدَّس عن الأمثال والأنداد... الناسخ سليم بن ملا بشير سنة 1145".
وحقيقةُ هذا المخطوط أنه نسخةٌ من كتابٍ عنوانُه "جلاء الصدا في سيرة إمام الهدى" لابن جلال اللاري المصري.
وقد كُتِبَ عليه "البهجة" من باب الاستعارة والمشاكلة لـ "البهجة القادرية"، ولغياب ما قدمتُه عن المفهرس الأستاذ سالم عبدالرزاق ظنَّه من تأليف السيد أحمد الرفاعي! والكتابُ في مناقبه، فكيف يكون من تأليفه؟! وليت المفهرسين ينظرون في المخطوط الذي يفهرسونه جيدًا.
***
والخبر الذي ذكره المؤرخُ الشيخُ ياسين العُمري أخيرًا فيه كلامٌ كثيرٌ، لا موضع له هنا، وأقدمُ مصدر موثوق ذكره: "الكواكب الزاهرة في اجتماع الأولياء يقظةً بسيد الدنيا والآخرة" للشيخ أبي الفضل عبدالقادر بن الحسين بن علي الشاذلي المعروف بابن مغيزل (865- وكان حيًّا سنة 894) وكتابُه هذا انتهى منه في (15) من ربيع الآخر سنة (894).
انظر (الورقة 6 ب) مِنْ نسخة عارف حكمت في المدينة المنورة، ثم طُبع في مصر فانظر المطبوع (ص: 42).
ولينظر مَنْ شاء المقال: "تحقيق في نسبة: في حالة البعد ...".
***


الرفاعي. الإصلاح. التربية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع