مدونة الدكتور محمد محمود كالو


في الحج مفاهيم خاطئة يجب تصحيحها

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


30/06/2022 القراءات: 863  


في الحج مفاهيم خاطئة يجب تصحيحها

 من المفاهيم الخاطئة كذلك فهمُ وجوب الحج على الاستطاعة بمفهوم التأخير دون الفورية والمبادرة إليه، فيؤخر الواحدُ حجَّه بحُجة أنه لم يبلغ الأربعين أو الستين، أو يقول: ما زلت صغيرًا، وإلى غير ذلك من الأعذار غير المقبولة.

 ومن الأخطاء الشائعة ترك فريضة الحج مع القدرة أو تسويفه من أجل المشاريع، أو الصفقات التجارية الزائدة عن الحاجة.

 ومن الأخطاء كذلك ترك فريضة الحج مع الاستطاعة بسبب البخل والشح، أو خشية الفقر، وهذا في الحقيقة من تخويف إبليس كما قال الله تعالى: {الشَّيطَـانُ يَعِدُكُمُ الفَقرَ} [البقرة: 268]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ) [أخرجه البزار والطبراني في الأوسط] فبين أن الحج ينفي الفقر عن المسلم.

 ومن الأخطاء كذلك ترك فريضة الحج عمن توفي وكان له مال، فيذهب الورثة إلى اقتسام التركة أو الفريضة دون التفكير في الحج عن المتوفى، سواء كان المتوفى من الوالدين أو من الأرحام، فمن الجهل أو من اللؤم والخسة أن يقتسم الأبناء إرث والديهم أو أحدهما دون التفكير في الحج عنه، أو يدفعان مؤنة وتكاليف ذلك لمن يحج بدلهما، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

وأخيراً: مما يجب على الحاج اجتنابه وبه يتم بِرُ حجه أن لا يقصد بحجه رياء ولا سمعة، ولا مباهاة ولا فخراً ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله ورضوانه، ويتواضع في حجه ويخشع لربه.

كما عليه أن يحج بالطيب من الكسب الحلال؛ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.

إذا حججتَ بمال أصله سحتُ
فما حججتَ ولكن حجّت العيرُ

لا يقبـل اللهُ إلاّ كلَّ طيّـبـة
مـا كلُ من حج بيتَ الله مبرورُ


الحج المبرور، الاستطاعة، الورثة، لا رياء، ولا سمعة، طيب حلال


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع