مدونة عبدالحكيم الأنيس


المرأة والقرآن: الجزء الثاني

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


22/03/2022 القراءات: 1182  


-السيدة نفيسة (ت: 208):
جاء في ترجمتها: "قالت زينبُ بنتُ أخيها: تألّمتْ عمّتي في أول يوم من رجب، وكتبتْ إلى زوجها إسحاق المؤتمن كتابًا، وكان غائبًا بالمدينة، تأمرُه بالمجىء إليها، وما زالتْ كذلك إلى أن كان أول جمعة من شهر رمضان زاد بها الألمُ وهي صائمةٌ، فدخل عليها الأطباءُ الحذّاقُ وأشاروا بأسرهم عليها أنْ تُفطر لحفظ القوة، لِما رأوا من الضعف الذي أصابها، فقالتْ: واعجبًا! لي ثلاثون سنة أسألُ اللهَ عز وجل أن يتوفّاني وأنا صائمة وأفطر؟! معاذ الله تعالى. ثم إنها بقيتْ كذلك إلى العشر الأواسط من شهر رمضان، فاشتدّ بها المرضُ واحتُضرت، فاستفتحتْ بقراءة سورة الأنعام، فما زالتْ تقرأ إلى أنْ وصلتْ إلى قوله تعالى: (قُلْ للَه، كَتبَ على نَفْسِهِ الرَّحْمةَ) ففاضتْ روحُها الكريمة.. وقيل: إنها قرأتْ: (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (الآية: 127) فغُشِي عليها، قالتْ زينب: فضممتُها إلى صدري، فشهدتْ شهادة الحق، وقُبضتْ".
-جواري زُبيدة العباسية (ت: 216):
قال ابنُ خلكان في ترجمتها زبيدة: «‌كان ‌لها ‌مئة ‌جارية يحفظن القرآن، ولكل واحدةٍ وردٌ: عُشر القرآن، وكان يُسمع في قصرها كدويّ النحل مِن قراءة القرآن».
-ريحانة المرية الأندلسية:
ذكرها الضبي (ت: 599) في ترجمة الإمام أبي عمرو الداني (ت: 404)، وذكرَ عنه خبرًا غريبًا فقال: "أخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى قال: أخبرني مَن أثقه، أنَّ أبا عمرو المقرئ أقرأ بالمرية مدةً، وكانت (ريحانة) تقرأ عليه القرآنَ بها، كانت تقعدُ خلف سترٍ فتقرأ ويشيرُ لها بقضيبٍ بيده إلى المواقف، فأكملتْ السبعَ عليه وطالبته بالإجازة فامتنع، وقرأتْ عليه خارج السبع روايات.
فقرأتْ عليه ذات يوم: (وقالوا لا تنفروا في الحر) فقال لها: اكسري الحاءَ، فقالت: "وقالوا لا تنفروا في الحرار" فقال: أنا لا أجيزُ مثلَ هذه! والله لا برحتُ أو أكتب لها. فكتبَ إجازتها في ذلك الموضع".
-فاطمة بنت الإمام أبي القاسم عبدالرحمن بن محمد بن غالب القرطبي الشراط، أم الفتح (المتوفاة سنة: 613).
قال الذهبي: "قال الأبّار: ختمتْ على أبيها قراءة نافع، وحفظتْ عليه "الشهاب" للقضاعي، و"التنبيه" لمكي، و"مختصر" الطليطلي، وقابلتْ معه "صحيح" مسلم، و"السيرة" لابن إسحاق، و"الكامل" للمبرد، و"النوادر" لأبي علي، وسمعتْ منه كثيرًا، وقرأت القرآنَ أيضًا على أبي عبدالله الأندوجري الزاهد، وأبي عبدالله بن المفضل الضرير. سمعَ منها ابنُها الإمامُ أبو القاسم ابن الطيلسان، وقرأ عليها لورش".
***
ثالثًا: المرأة والتفسير:
يُذكر هنا:
-والدة الإمام الفقيه المفسر الواعظ ابن نُجية الأنصاري (المتوفى سنة: 599).
قرأ على خاله شرف الإسلام عبدالوهاب الشيرازي الحنبلي، ويقول:
"‌كنا ‌نسمعُ ‌مِن ‌خالي التفسير، ثم أجيء إليها، فتقول: إيش فسَّر أخي اليوم. فأقول: سورة كذا وكذا، فتقولُ: ذكرَ قولَ فلان، وذكرَ الشيءَ الفلانيَّ؟ فأقول: لا، فتقول: ترَكَ هذا، وسمعتُ والدي يقول: كانت تحفظ كتاب "الجواهر" وهو ثلاثون مجلد، تأليف والدها الشيخ أبي الفرج، وأقعدتْ أربعين سنة في محرابها".
-زيب [أي زينة] النساء الهندية (1048-1113):
قال إسماعيل البغدادي: "زيب النساء بيكم (أعني خاتون) ابنة الشاه عالمكير الهندي من الملوك وسلالة التيمورية.
لها من التصانيف: ديوان شعرها فارسي، و‌زيب ‌التفاسير في تفسير القرآن".
لكن قال الشيخُ عبدالحي الحسني في ترجمتها: "وأمّا مصنَّفاتها فهي لا تكاد توجد في الدنيا غير "زيب المُنشأت" وهو مجموعٌ لرسائلها، وأما "ديوان الشعر" المنسوبُ إليها فهو لواحدٍ من شعراء الفرس، وديوانُها قد ضاع في حياتها، وأما ‌"زيب ‌التفاسير" فهو ترجمة "التفسير الكبير" للرازي بالفارسي نقلَه من العربية إلى الفارسية الشيخُ صفي الدين الأردبيلي ثم الكشميري بأمرها، ولذلكَ سمّاه باسمها".
***
رابعًا: المرأة ورواية فضائل القرآن:
مِنْ علاقة المرأة بالقرآن روايةُ كتب فضائله:
جاء في ترجمة المحدِّثة زينب بنت أحمد المقدسية (ت: 740) أنها قُرئ عليها كتبٌ وأجزاء كثيرة، ومنها "فضائل القرآن" لجعفر الفريابي.
***
خامسًا: المرأة والتوسُّل بالقرآن:
يُذكر هنا:
-ميمونة الواعظة (ت: 393):
جاء في "ذكر شيوخ الشريف أبي الفضل ابن المهدي": "سمعتُ ‌ميمونة ‌بنت ‌شاقولة الواعظة تقول: آذانا جارٌ لنا فصليتُ ركعتين وقرأتُ مِنْ فاتحة كل سورة آية حتى ختمتُ القرآن، وقلتُ: اللهم اكفنا أمره، ثم نمتُ، ففتحتُ عيني فرأيتُ النجوم مصطفة، فقرأتُ: (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)، فلما كان السَّحرُ قام ذلك الإنسان لينزل فزلتْ قدمُه فوقع فمات.
وسمعتُها تقول: هذا قميصي له اليومَ سبع وأربعون سنة ألبسه وما تخرَّق، غزلتْهُ لي أمي وصبغته بماء الشابابك، الثوبُ إذا لم يُعص الله فيه لا يتخرق سريعًا.
وأخبرني ابنُها عبدالصمد قال: كان في دارنا حائطٌ مخوف فقلتُ لها: أمضي أستدعي البنّاء؟ فقالتْ: هات رقعة والدواة، فناولتُها فكتبتْ فيها شيئًا، وقال: دعه في كوة منه، ففعلتُ فبقي نحوًا من عشرين سنة، فلما ماتتْ ذكرتُ ذلك القرطاس فقمتُ فأخذتُه لأقرأه فوقع الحائط، وإذا في الرقعة: (إن الله يُمسك السموات والأرض أن تزولا) بسم الله يا ممسك السموات والأرض أمسكه".
-الفقيهة العالمة الكاتبة البارعة الداعية المصلحة نانا أسماء بنت عثمان بن فودي النيجيرية (من أهل القرن الثالث عشر):
لها: "تبشير الإخوان بالتوسل بسور القرآن عند الخالق المنان".
***


تاريخ المرأة. الدراسات القرآنية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع