ضعف الامة و التهاون فى حقوقها
د. عبدالناصر سعيد البركي | Abd El-Nasser al Borki
08/02/2024 القراءات: 464
ان مقومات الامة العربية من التاريخ المشترك و اللغة و الثقافة جعلت منها قواسم مشتركة منذ بروز فكرة القومية العربية على ايدى القوميين العرب و الذين نادوا بالهوية العربية عقب الحرب العالمية الاولى و كان معظم الدول العربية تحت الاستعمار او الانتداب و بعض نهاية الحرب العالمية الثانية استقلت معظم الدول العربية من الاستعمار الاوروبي و اخذت تتشكل القومية العربية فى تأسيس جامعة الدول العربية و وضع التحدى و ان ميثاق لها و هياكلها من اجل العمل المشترك و مواجهة التحديات و سيطرة القطب الشرقي الممثل فى الاتحاد السوفيتى و الكتلة الشرقية حلف وارسو و القطب الغربي الممثل فى الولايات المتحدة و حلف ناتو وان دول العربية تترنح بين هذا و هذاك و الهيمنة الغربية سيطرت على المشهد العربي السياسى وفى وجود دولة الاحتلال و القضية الفلسطينية و بدا الامة العربية فى الضعف من خلال المواقف السلبية و التهاون امام سياسة العالمية و عدم وضوح الاستراتيجية و مقومات التحدى و ان الامن العربي رغم الاتفاقيات و البروتوكولات و المعاهدات المشتركة و توقيعات و الاعتمادات العربية فى جميع مجالات الحياة و خاصة توفير رغيف الخبز و تجنب استيراده من وراء البحر و الذى اضحى ازمة عربية فى الاستقلال و الاستقرار الاقتصادى..ان الجهود التى بذلت فى تحقيق مطالب الشعوب الرعاية فى الحرية و الاستقلال ذهبت ادراج الرياح و فاقمت التوقعات و انهزمت امام العولمة و العصرنة و ان الانتاج العربي الصناعى اضحى ضيئل جدا و فتحت موانئ الغربية امام التجارة الخارجية و اصبحت اسواق رائجة امام منتجات الغرب و الشرق ..وان شعارات الوحدة العربية ترجعت امام تحديات الواقع و من خلال النكسات و نكبات التى حدثت للامة الغربية و ظهور افكار غير ناضجة و اصبح حلم الوحدة العربية دربا من دروب الخيال امام الواقع و الدعوة الى القطرية و المصالحة الشخصية و الوطنية و اخذت المؤامرات و دسائس تحاك من الخار ج و الظاخل و صنعت حروب كبدت العالم العربي مليارات الدولارات و التى لو صرفت فى التنمية لحققت انجازات للامة. ان الواقع المرير و من القضية الفلسطينية و الشرذمة و التفرق و عدم الاحترام الدولى من خلال سياسة الخنوع و الاستسلام امام اطماع الغرب دون اخذ الحقوق و اكتساب المنعة و القوة بل وصلت الامور الى تفكك بعض الدول الى دولا عرقيا تأكل الجسم العربي من دال بحجة هضم الحقوق وان دعاة الديمقراطية العربية حدث لهم انفصال فكريا بين الواقع و المعقول ..ان امال الامة العربية لم يتحقق منها و ظهرت مشاكل و اختناقات كثيرة منها المديونية و تفشى ظاهرة البطالة و الامية من جديد و غياب العدالة الاجتماعية بين الشعوب و زيادة نسبة الفقر و كذلك تفشى الفساد الاداري و هدر الطاقات البشرية و استنزاف الموارد بين استراتيجية علمية و هجرة العقول خارج الوطن و تتهاون فى رفع الضيم و التسامح فى افراط الحقوق و انزلاق وراء افكار مستوردة و اخذ رايات غير الراية العربية و ما يشهد العالم العربي من تزلف واضح نحو السياسة العالمية دون احقاق بند من بنود جامعة الدول العربية .
الامة العربية - جامعة الدول العربية - ضعف الامة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع