شادية عبدالله بابكر علي


حراسة الخواطر وحفظها

شادية عبدالله بابكر علي | Shadia abdallh Babekr Ali


03/03/2022 القراءات: 1758  


حراسة الخواطر وحفظها ، والحذر كل الحذر من إهمالها والاسترسال معها .
فإن أصل الفساد كله من قِبلها يجئ ؛ لأنها بذرة الشيطان والنفس في أرض القلب ، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرَّةً بعد أخري حتي تصير إرادت ، ثم يسقيها حتي تصير عزائم ثم لا يزال بها حتي تثمر الأعمال .
ولا ريب أن دفع الخواطر أيسرُّ من دفع الإرادة والعزائم ، فيجد العبد نفسه عاجزاً أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة ، وهو المفرِّط إذ لم يدفعها وهي خاطر ضعيف ؛ كما يتهاون بشرارة نار وقعت ف حطب يابسٍ فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها .
الطريق الي حفظ تلك الخواطر ؟
١- العلم الجازم بإطلاع الرب تعالي ونظره إلي قلبك ، وعلمه بتفصيل خواطرك .
٢- حياؤك منه سبحانه وتعالي
٣- إجلالك له أن يري تلك الخواطر في بيته الذي خلقه لمعرفته ومحبته
٤- خوفك منه سبحانه وتعالي أن تسقط من عينه بتلك الخواطر
٥- إيثارك له أن يسكن في قلبك غير محبته سبحانه وتعالي
٦- خشيتك من أن تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها ، فتأكل ما في القلب من إيمان ومحبة الله ، وتذهب به جملة وأنت لا تشعر
٧- أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقي للطائر ليصاد به ، فأعلم أن كل خاطر منها فهو حبَّة في فخ لصيدك وأنت لا تشعر
٨ - أن تعلم أن تلك الخواطر الردئية لا تجمتع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة أصلاً ، بل هي ضدها من كل وجه ، وما اجتنعا في قلب إلا وغلب أحدهما علي صاحبه وأخرجه ، واستوطن مكانه
فما الظن بالقلب غلبت خواطرُ النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمحبة والمعرفة ، فأخرجتها واستوطنت مكانها ؟ ولو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك وأحسَّ بمصابه
٩- أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له ، فإذا دخل القلب ف غمراته غرق فيه ، وتاه ف ظلماته ، فيطلب الخلاص منه ، فلا يجد إليه سبيلاً . فقلبٌ تملكه الخواطر بعيدُ من الفلاح ، معذب مشغول بما لايفيد
١٠- أنَّ تلك الخواطر هي وادي الحمقي وأماني الجاهلين ، فلا تثمر لصحابها إلا الندامة والخزيّ ؛ وإذا غلبت علي القلب أورثته الوساوس ، وعزلته عن سلطانة ، وأفسدت عليه رعيته ، وألقته في الأسر الطويل .
كما أنَّ من المعلوم كما يوجد الخواطر النفسانية يوجد كذلك الخواطر الإيمانية الرحمانية هي أصل كل خير ؛ فأنَّ أرض القلب متي ما بذر فيها خواطر الإيمان والمحبة والخشية والإنابة والتصديق بالوعد ورجاء الثواب ، سقيت مرَّة بعد مرَّةٍ وتعاعدها صاحبها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها أثمرت له كل فعل جميل وملأت قلبه من الخيرات واستعملت جوارجه في الطاعات واستقر بها الملك في سلطانة واستقامت له رعيته .
ولا يتحقق ذلك إلا بشرطين:
أ- ان لا يترك واجباً ولا سنة
ب- ان لا يجعل مجرد حفظِها هو المقصود ، ويتم ذلك بأن يجعل مواضعها خواطر الأيمان والخشية والأنابة والتوكل ؛ فيفرغ قلبه من تلك الخواطر ويعمرها بأضدادها ..
وميزان وضبط ذلك هو القران والسنة والفطرة السليمة والعقل المؤيد والله الموفق .


نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا على هذا المقال الرقراق المثمر النافع