الأسرة المسلمة ومشكلة الاندماج الاجتماعي
الدكتور شاهر إسماعيل الشاهر | Prof. Shaher Ismael Al-Shaher
13/10/2020 القراءات: 5435
إذا كان تعدد الهويات يُنتج بطبعة مناخا ً للتعدية والأختلاف، فإن أبعاد الاختلاف المتباينة قد تؤدي إلى نشوب صراع بين هذه الهويات، ومن ثم فإن الاختلاف في العقائد أو الأيديولوجيات أو الدين أو الوظائف قد ينتج منه عدم إندماج لبعض الجماعات واستيعاب لبعضها الاخر. ويرتبط مفهوم الاندماج بمفاهيم أخرى مثل العدالة الاجتماعية والمساواة. فغياب العدالة يؤدي إلى لجوء كل جماعة إلى البحث عن مصالحها في المجال العام والخاص من دون مراعاة مصلحة المجتمع المشترك. واذا استطاعت الدولة إيصال الناس الى الشعور بالمواطنة بغض النظر عن انتماءاتهم، فستكون التعددية مصدرا ً من مصادر قوة الدولة، ويصبح التنوع مصدرا ً لثراء المجتمع لا عائقا ً أمام التنمية فيه.
يقصد بالاندماج درجة تعايش وتآلف الوافدين العرب مع المجتمع الأوربي، ومظاهر ذلك الاندماج تتمثل في تعلم اللغة والحصول على عمل وإنشاء علاقات اجتماعية بين المواطنين من كافة الجنسيات.
معوقات الاندماج: ويمكن تمثيلها في: اللغة- العمل المناسب- إسكان المهاجرين في مناطق خاصة- البطالة- العنصرية تجاه المهاجرين – التشكيك في سلوكهم واتهامهم بالتعصب الديني.
سؤال البحث:
يكاد لا يخلو مجتمع أو دولة من فئة اجتماعية تعاني عدم الإندماج، وهو مايطرح تساؤل حول إلى أي مدى تستطيع جماعة داخل مجتمع أن تحتفظ بهويتها وتضمن في الوقت ذاته الاندماج في مجتمعاتها؟ وهل سيؤدي الاندماج الى إستقرار المجتمع؟ أم أنه يصعد من المطالبة بالمشاركة السياسية والوصول الى السلطة ؟ وماهي الابعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لغياب الأندماج داخل الدولة؟
فالاندماج يُقصد به عملية خلق الفرص على قدم المساواة لتوطيد الروابط الاجتماعية بالمشاركة في أوجه النشاط الاجتماعي (سياسيا ًوإقتصاديا ً وإجتماعيا ً وثقافيا ً) والمؤسسات العامة. وتأسيساً على ذلك يولد المفهوم ثلاثة نتائج أساسية:
أ-إن مفهوم الاندماج الايجابي، ومفهوم الاستبعاد مفهوم سلبي.
ب-أدت مفاهيم، كالتسامح والتعددية، إلى ظهور مفهوم الاندماج للتعامل مع مسائل كالهوية والاخر والتكوينات الباجتماعية المتباينة التي تتفاعل داخل المجتمعات، بقصد أو من دون قصد.
ج-إن الاندماج عملية تطبيع تتيح التفاعل بين مختلف الجماعات بإختلاف هياكلها وإنتماءتها لذا لابد من الاخذ بالاعتبار علاقات القوة داخل المجتمع سياسيا ً وإقتصاديا ً وإجتماعيا ً.
العلاقة بين التوافق والاندماج:
التوافق محاولة الفرد تغير عاداته واتجاهاته ليوائم الجماعة التي يعيش في كنفها، عندما يواجه مشكلة خلقية أو يعاني صراعا نفسياً.
العلاقة بين التفاوت والاندماج الاجتماعي:
حالة التفاوت تولد صراع، وحالة الصراع تولد سلوك آخر هو التضامن الاجتماعي والتضامن أول مرحلة مـن مراحل الاندماج الاجتماعي.
العلاقة بين التنشئة والاندماج:
التنشئة الاجتماعية هي العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراتـه ودوافعـه واتجاهاته وسلوكاته، لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنة للحاضر والمستقبل فـي المجتمـع. وهي عملية تهدف إلى دمج الفرد في الجماعة وتكيفه مع أنماط وسلوك وأعراف وتقاليد المجتمـع، بشـكل تـدريجي وتسلسلي.
علاقة الاندماج الاجتماعي بالمفاهيم الاخرى
وسوف نتحدث عن الاندماج من وجهة علم النفس والاندماج الفيزيولوجي والاندماج السيكولوجي والاندماج الاجتماعي.
التنافر البيئي:
حيث يظهر الوافدون العرب تصرفات مسيئة، عادات وتقاليد موروثة، معيبة، مشينة، ومخجلة.. ودون استثناء لجنسية عربية بعينها، من الأقطار العربية جمعاء. فعدم تقبله للمجتمع الجديد وعدم المحاولة على الاندماج إضافة الى عدم تعاون المجتمع الاصلي في تذليل الصعاب ومساعدته بشكل مناسب كل هذا قد يؤدي بلا شك الى تمزق في الهوية كما يعتقد البعض إضافة الى الغربة النفسية والاجتماعية، مما قد يؤدي إما الى انعزاله من المحيط الاجتماعي الذي ينتمي إليه أو الى معاداته له، كما أن عدم تقبل الاندماج والتوافق يؤدي بطبيعة الحال ايضا ً الى التنافر البيئي، إضافة الى وجود التعارض مع العادات والتقاليد والقيم التي تربى وترعرع المهاجر في اكنافها والكآبة والخيبة واليأس وأمراض نفسية بجانب الأمراض التي قد يعاني منها أي شخص مغترب تضاف ايضا ً الى أحد الاسباب المعيقة للاندماج.
العلاقة بين المهاجر العربي والبلد المضيف:
يعيش المهاجر أحوال التداخل بين أنماط الفعل الاجتماعي، حين يحاول التوفيق بين الأنماط العقلية والقيمية والعاطفية بإزاء التقاليد البيروقراطية المؤسسية التي تفرضها الهيئة الجديدة، في بلد الهجرة.
الاندماج ومواقف السكان من المهاجرين:
حيث يلقى المهاجرون العرب احياناً تصرفات قائمة على العنصرية والتفرقة والعمل، وسلوكيات مذلة من المجتمعات المضيفة ربما تجابه بسياسات حكومة رادعة.
سياسات الاندماج لحكومات البلدان المضيفة
يقصد بها التدابير المتخذة من أجل بلورة إرادة سياسة وتطبيقها في مجال اندماج المهاجرين، وهو ما سنتحدث عنه بشكل موسع.
الاندماج والمجتمع الديمقراطي:
فالديمقراطية من المفاهيم التي فرضت ذاتها لكونها الواقع الطبيعي لأي تنظيم سياسي.
الاندماج ومواقف أرباب العمل من المهاجرين مادون الـ (50 عاماً):
حيث يميل أرباب العمل إلى الرغبة في توظيف من هم في الثلاثينيات من العمر، وأن المواقف السلبية تجاه كبار السن تبدأ بالفعل عندما يتجاوز عمر الشخص الـ 40عاما. فأرباب العمل ينظرون إلى كبار السن على أنهم أقل مرونة ولديهم قدرة أقل على التطور بالإضافة إلى مهارات تقنية أفقر. وينطبق ذلك على القادمين الجدد ممن تجاوزوا الـ 50 عاماً فهم يعيشون صعوبات بدء تعلم لغة جديدة وصعوبة الحصول على العمل بسبب كبر السن.
الانعكاسات الاجتماعية للاندماج:
وأهم هذه الانعكاسات:
ظاهرة الزواج من الأجنبيات: وهذا راجع لبحث المهاجر غير الشرعي عن مبرر مشروع لوجوده الأمن داخل الدولة غا
الهجرة- اللاجئين- الاندماج
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة