مدونة عبدالحكيم الأنيس


أشياء عن يوم الثلاثاء

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


14/07/2024 القراءات: 104  


هذه فوائد وطرف وملح تتعلق بهذا اليوم، ألقيتُها على طلاب كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي (يوم الثلاثاء) (8) من جُمادى الآخرة سنة (1419)، وهو أول يوم أدرس فيها:
-الثلاثاء في اللغة:
قال في «القاموس» (ص166): «يوم ‌الثلاثاء، بالمد، ويضم».
وفي «لسان العرب» (2/ 122):
«والثلاثاء: من الأيام؛ كان ‌حقه ‌الثالث، ولكنه صيغ له هذا البناء ليتفرد به، كما فعل ذلك بالدبران.
وحُكي عن ثعلب: مضت الثلاثاء بما فيها فأنث.
وكان أبو الجراح يقول: مضت الثلاثاء بما فيهن. يخرجها مخرج العدد.
والجمع ثلاثاوات وأثالث. حكى الأخيرة المطرزي، عن ثعلب.
وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: لا تكن ثلاثاويًّا. أي ممن يصوم الثلاثاء وحده.
التهذيب: والثلاثاء لما جعل اسمًا، جعلت الهاء التي كانت في العدد مدةً فرقًا بين الحالين، وكذلك الأربعاء من الأربعة؛ فهذه الأسماء جعلت بالمد توكيدًا للاسم، كما قالوا: حسنة وحسناء، وقصبة وقصباء، حيث ألزموا النعت إلزام الاسم، وكذلك الشجراء والطرفاء، والواحد من كل ذلك بوزن فعلة».
***
-الثلاثاء في الحديث:
-روى مسلم في «الصحيح» (4/ 2149):
«عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت. وخلق فيها الجبال يوم الأحد. وخلق الشجر يوم الاثنين. وخلق المكروه يوم الثلاثاء. وخلق النور يوم الأربعاء. وبث فيها الدواب يوم الخميس. وخلق آدم، عليه السلام، بعد العصر من يوم الجمعة. في آخر الخلق. في آخر ساعة من ساعات الجمعة. فيما بين العصر إلى الليل».
-قال ابن القيم في «المنار المنيف» (ص: 84- 86):
«وقع ‌الغلط في رفعه وإنما هو من قول كعب الأحبار، كذلك قال إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير.
وقاله غيره من علماء المسلمين أيضًا.
وهو كما قالوا، لأن الله أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وهذا الحديث يقتضي أن مدة التخليق سبعة أيام، والله تعالى أعلم».
-وقال المناوي في «فيض القدير» (3/ 448):
«قال الزركشي [في اللآلىء المنثورة ص 212-213]: أخرجه ‌مسلم ‌وهو ‌من ‌غرائبه، وقد تكلم فيه ابن المديني والبخاري وغيرهما من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار، وأن أبا هريرة إنما سمعه منه لكن اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعًا، وقد حرر ذلك البيهقي [في كتابه الأسماء والصفات ص 383-384] ذكره ابنُ كثير في تفسيره. [انتهى كلام الزركشي].
وقال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السماوات.
وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها من سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السماوات في يومين».
-وقال القرشي في «الجواهر المضية في طبقات الحنفية» (4/ 568):
«اتّفق الناسُ على أنّ يوم السّبت لم يقع ‌فيه ‌خلق، وأنّ ابتداء الخلق يوم الأحد».
-وللشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي في "الأنوار الكاشفة" كلام طويل حول هذا الحديث وتوجيه رواية أبي هريرة هذه فانظره (ص: 188- 193).
-وفي «مسند أبي يعلى» (4/ 479):
"... عن ابن عباس، قال: يوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم ‌السفر، ويوم ‌الثلاثاء يوم الدم، ويوم الأربعاء يوم أخذ ولا عطاء فيه، ويوم الخميس يوم دخول على السلطان، ويوم الجمعة يوم تزويج وباءة".
‌‌قال حسين أسد: إسناد تالف.
وفي «مجمع الزوائد» (4/ 285): «فيه يحيى بن العلاء، وهو متروك».
-وفي «قوت القلوب في معاملة المحبوب» (2/ 34):
«يُروى في خبر منقطع: من احتجم يوم ‌الثلاِثاء لسبع عشرة من الشهر كان له دواء من داء سنة».
***
-من الحوادث فيه:
جاء في «كفاية النبيه في شرح التنبيه» (16/ 344):
«حُولت القبلة إلى الكعبة في يوم ‌الثلاثاء، النصف من شعبان، بعد أن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، بالمدينة، ثمانية عشر شهرًا، كما حكاه الواقدي».
***
-العطلة يوم الثلاثاء:
جاء في «تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء» (ص27):
«ثم أمر [الخليفة المعتضد العباسي (ت: 289)] عبيدالله بن سليمان وبدرًا بألا يحضرا ولا أحد من القادة والأولياء الدار في يومي الجمعة والثلاثاء؛ لحاجة الناس في وسط الأسبوع إلى الراحة والنظر في أمورهم والتشاغل بما يخصهم، ولأن يوم الجمعة يوم صلاة، وكان يحبه لأن مؤدِّبه كان يصرفه فيه عن مكتبه».
وفي «أمالي المرتضى: غرر الفوائد» (1/ 355-356):
«قال الآخر:
قالوا ثلاثاؤه خصب ومأدبة … فكلّ أيّامه يوم الثّلاثاء».
وفي ذلك إشارة إلى العطلة ذلك اليوم.
-واستمرت هذه العطلة:
قال العلامة طاشكبري (ت: 968) في ترجمة الفناري (ت: 834):
«‌‌‌مِن ‌جملة ‌أخباره أن الطلبة إلى زمانه يعطلون يوم الجمعة ويوم الثلاثاء، فأضاف المولى المذكور إليهما يوم الاثنين، والسبب في ذلك أنه اشتهر في زمانه تصانيف العلامة التفتازاني، ورغب الطلبة في قراءتها، ولم توجد تلك الكتب بالشراء؛ لعدم انتشار نُسخها، فاحتاجوا إلى كتابتها، ولما ضاق وقتهم عن كتابتها أضاف المولى المذكور يوم الاثنين إلى يوم العطلة». «الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية» (ص: 20).
وظلت عطلة الثلاثاء عند المشايخ إلى عهد قريب.
***
-عجيبة:
قال السبكي في ترجمة عز الدين الفاروثي في «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 8):
«توفي في مستهل ذي الحجة سنة أربع وتسعين وست مئة.
أخبرنا أبو عبدالله الحافظ بقراءتي عليه قال: حكى لنا صاحبنا ابن يونس الواسطي المقري أن الشيخ عز الدين أظهر أنه يريد سفرًا وطلب الأصحاب وبقي يقول: قد عرض لنا سفرٌ فاجعلونا في حل فيتعجبون! وقال لهم: أريد ‌السفر إلى شيراز يوم ‌الثلاثاء وأظنني أموت ذلك اليوم. فمات يومئذ!».
***
-مجلس مي زيادة:
قال الزركلي في ترجمتها في «الأعلام» (5/ 253):
"أديبة، كاتبة، نابغة، قال فيها مصطفى عبدالرزاق: "أديبة جيل ... تعقد لأدباء في دارها مجلسًا أسبوعيًّا...
وفي مجلسها - أيام الثلاثاء - يقول إسماعيل صبري باشا من قصيدة:
إن لم أمتعْ بميٍّ ناظريَّ غدًا … أنكرتُ صبحك يا يوم الثلاثاء".
***


يوم الثلاثاء. أيام الأسبوع.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع