مدونة د . محمد ابراهيم حسن عثمان
مرض عضال يمزق أوصر العلاقات بين البشر
د . محمد ابراهيم حسن عثمان | Dr.Mohamed Ibrahim Hassan Othman
31/12/2022 القراءات: 798
مرض عضال يمزق أوصر العلاقات بين البشر
تأملت كثيرا في سبب فساد العلاقات بين الناس ، بين الأصدقاء ، بين الزوجين ، بين الأهل والأقارب ، بين الجيران، بعد وجود نوعا من الود والحب والاحترام المتبادل والحرص على شعور الآخرين ، وفجأة يتلاشى كل هذا في لحظة ...ما السبب؟
يتوقف الود !
ينقطع التواصل !
تدخل العداوات!
فلما تأملت في سبب ذلك ، وجدت السبب مرض لعين ألا وهو سوء الظن بالآخرين
فالشخص الذي امتلأ صدره بسوء الظن يفسر أي موقف بنية سيئة ، وقد أخبرنا الصادق المصدوق عن عدو يحرص على التحريش بين الناس ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الشَّيطان قد يَئِسَ أن يَعْبُدَه المُصَلُّون في جَزيرة العَرب، ولكن في التَّحْرِيشِ بينهم».
إذن الشيطان يوقع الخصومات والعداوات والظن السيء بين الناس
وقد جاء عن السلف الصالح قولهم : "لا تَظُنَنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَد سُوءاً، وأَنتَ تَجِدُ لَهـا فِي الخَيرِ مُحتَمَلاً".
إن أول المتضررين من سوء الظن هو الشخص نفسه ، فهو يعيش في توتر وقلق دائم ، فكل ما يحدث حوله يجد له تفسيرا سيئا في عقله ، بل ويصبح متربص بكل من حوله ، فأي كلمة أو تصرف يصدر ممن حوله تجعله في تأهب لرد الهجوم متوقع ، وكأنه يجلس على جمر مشتعل ، لا يشعر بالراحة أبدا ، دائم التفكير ، دائم التعب، وهذا الشخص الملئ بسوء الظن يصبح شخصا انعزاليا ، منغلق على نفسه ،
،ولهذا نهانا الخالق سبحانه عن سوء الظن
{يَأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات: 12]
والإنسان في الحقيقة هو نتاج أفكاره ومعتقداته ، وكما قالوا : تفاءلوا بالخير تجدوه.
وأخطر أنواع سوء الظن ، هو سوء الظن بالخالق، ونحن مطالبون بحسن الظن بالخالق سبحانه ، كما جاء في صحيح مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي،
فحُسن الظنّ بالله يجلب الخير والتوفيق للإنسان،فاصنع حياتك بحسن الظن تجد علامات التوفيق تُلازمك، وترافقك وينشرح صدرك ويهدأ بالك وتصفو نفسك
مرض ـ سوء الظن ـ العلاقات ـ تمزيق
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
كاتب المقال دكتور محمد إبراهيم حسن عثمان ،جامعة السلطان عبدالحليم معظم شاه الأسلامية العالمية بماليزيا