مدونة البيتي العلمية


العولمة السياسية والتكنولجية بين الأهداف السامية وازدياد المعارك حول العالم

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


16/04/2022 القراءات: 629  


أن التستر خلف الأهداف السامية، والحياة الأفضل للعالم من دأب الدول الكبرى التي لم تتوقف صراعاتها بانتهاء الحربين العالميتين، فالكل شهد في عام 2021 مسرحية الانسحاب من أفغانستان بعد 20 عاماً من التواجد الأجنبي فيها، وفي غضون شهر واحد فقط.
أن القدوم للقوات الأجنبية إلى أفغانستان كان يتلون بعدة شعارات، من محاربة الاتحاد السوفيتي، إلى محاربة التنظيمات الإرهابية، ولم تشهد تجارة الأفيون فترة أفضل من هذه الفترة التي شهد الأفغان فيها تخبط مريباً، فكلنا نسمع بمدى الصدى التي حققته تجارة الأفيون في ظل التواجد الأجنبي على الأراضي الأفغاني، فعن أي حرب تتحدث قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، هي مجرد حرب انتهت باستيلاء الطرف المحارب على مقاليد السلطة حالياً، وسط موجات نزوح في الداخل، ولجوء في الخارج، ومطار حامد كرازي الدولي بكابول خير شاهد على ذلك.
حرب اليمن وسوريا والعراق يمكن عنونتها بأنها "حروب بالوكالة" يقتتل فيها الصغار، ويراقبها الكبار، لتنتهي في اليمن برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب في فترة سابقة، وفي سوريا بإعادة بعض الدول العربية فتح سفاراتها في دمشق، وفي العراق حكومة متنازع عليها بين الإيرانيين والأمريكيين.
ولو جئنا لأسباب اندلاع هذه الحروب، فكلها بدأت من احتجاجات سلمية تنديداً بالوضع المعيشي المتردي، لتنتهي الأمور بتدخل القوى الكبرى ونشوب حروب بالوكالة.
في فلسطين تتعثر الدول الكبرى في إقرار تعريف الحرب على الإرهاب وفي تعريف الاستيطان الذي هو أحد أشكال الاحتلال، وعجز للمنظومة الأممية في حل الدولتين بفعل الفيتو الأمريكي الذي لا يرغب في إنهاء المعاناة التي تعيشها المنطقة منذ عام 1948.
اليوم يقف الكل للتفكير حول "نظرية المؤامرة" التي ترافقت مع انتشار جائحة كورونا، وعلاقة التقدم العلمي بذلك، وتراشق الاتهامات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصدرت الاستخبارات الأمريكية بيان بأنه يجري التحقيق مع عالم بيولوجي أمريكي سرب أسرار تعديل الطفرة الجنية لكورونا إلى مختبرات ووهان في الصين.
كذلك تعززت هذه النظرية عندما أعلنت السلطات الألمانية عن اغتيال اثنين من علمائها حاولوا التوصل إلى لقاح كورونا.
وفي الأخير، ظل التطور في جانب علم البيولوجيا سلاح تترس به بعض الدول ضد الأخرى، كما ظهر ذلك جلياً في الأفعال المشينة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعوب الأفريقية المحتلة، والتي استخدم بعض أسراها كفئران تجارب لمختبراتها البيولوجية.
والعجيب في الأمر أن من يقوم بهذه الأفعال الشنعاء يقول عن نفسه: أن ثورة 1789 قامت من أجل الحرية والأخوة والمساواة، فأين هذه القيم مما صنعوه بعد ذلك بدول كثير عقب اتفاقية سايس بيكو؟
والملاحظ أن هذه الدول التي انتهكت حقوق الإنسان هي من دعت لتأسيس عصبة الأمم بهدف الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والتي انبثق عنها لاحقاً منظمة الأمم المتحدة التي لا تحرك ساكناً إلا بقرار من الدول الكبرى صاحبة الفيتو، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، لترتسم مسرحية ساخرة عنوانها "يقتل القتيل ويمشي في جنازته".

المصادر
بعد تحقيقات دامت 90 يومًا.. الاستخبارات الأمريكية تصدر تقريراً حول أصول فيروس كورونا. (2021 أغسطس27). قناة CNN. تم الاسترداد من الرابط:
https://arabic.cnn.com/health/article/2021/08/27/new-covid-19-origins-intel-report-gives-inconclusive-assessment
ويلبارغر، كاثرين وي. زيلين، هارون وكلاوسون، پاتريك. (2021 أغسطس 26). من أفغانستان إلى الشرق الأوسط: تداعيات الانسحاب الأمريكي وانتصار "طالبان". معهد واشنطن. تم الاسترداد من الرابط:
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/mn-afghanstan-aly-alshrq-alawst-tdayat-alanshab-alamryky-wantsar-talban


العولمة كورونا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع