مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة أحد (7)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


07/03/2023 القراءات: 303  


ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادي‏:‏ إن موعدكم بدر العام القابل‏.‏فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه‏:‏ ‌‏"‏قل‏:‏ نعم، هو بيننا وبينك موعد‏ "

ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال‏:‏ ‌‏
"‏اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون‏؟‏ وما يريدون‏؟‏ فإن كانوا قد جَنَبُوا الخيل، وامْتَطُوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة‏.‏ والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم‏ ".‏ قال على‏:‏ فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووَجَّهُوا إلى مكة ‏.‏

فقد امتطت قريش إبلها ورضيت بما أحرزت من انتقام دون أن تتطلع إلى نصر حاسم بتعقب المسلمين في شعاب أحد أو التوجه إلى المدينة ، وفرغ الناس لتفقد القتلي والجرحي بعد منصرف قريش‏.

قال زيد بن ثابت رضي الله عنه ‏:"‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع‏ رضي الله عنه ،فقال لي‏:
‏ ‌‏"إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له‏:‏ يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كيف تجدك‏؟‌‏" قال‏:‏ فجعلت أطوف بين القتلي، فأتيته وهو بآخر رمق، فيه سبعون ضربة ؛ ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت‏:‏ يا سعد، إن رسول الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك‏:‏ أخبرني كيف تجدك‏؟‏
فقال‏:‏ وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، قل له، يا رسول الله، أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار‏:‏ لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف، وفاضت نفسه من وقته" ‏.‏

وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشهداء فقال‏:‏( أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ جَرِيحٌ يُجْرَحُ إِلَّا جَاءَ وَجُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى ، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ ) .

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدفن الشهداء ، وكانوا سبعين شهيدا ، اما قريش فقد قتل منها أثنان وعشرون رجلا ، وكان أناس من الصحابة قد نقلوا قتلاهم إلى المدينة فأمر أن يردوهم، فيدفنوهم في مضاجعهم وألا يغسلوا، وأن يدفنوا كما هم بثيابهم بعد نزع الحديد والجلود‏.‏ وكان يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين في ثوب واحد، ويقول‏:‏
"‏أيهم أكثر أَخْذًا للقرآن‏؟‌‏"‏ فإذا أشاروا إلى الرجل قدمه في اللحد، وقال‏:‌‌‏"أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة‏"‏ ‏.ودفن عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من المحبة ‏.‏ لا

وسأل عليه الصلاة والسلام عن عمه حمزة رضي الله عنه سيد الشهداء ، فعن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ : ( مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ ؟ ) فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ : أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ ، قَالَ: ( فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ ) ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ ، فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ وَاللهِ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ"

ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بحمزة رضي الله عنه ،عمه وأخيه من الرضاعة ، من تمثيل بجثته اشتد حزنه، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - مرّ بحمزة يوم أُحد وقد جُدع (قطع أنفه)، ومُثّل به فقال: "لولا أن صفية تَجِدُ (تحزن)لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع" فكفّنه في نمرة".

وجاءت عمته صفية رضي الله عنه تريد أن تنظر أخاها حمزة رضي الله عنه ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنها الزبير أن يصرفها، لا تري ما بأخيها، فقالت‏:‏ ولم‏؟‏ وقد بلغني أن قد مُثِّلَ بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله، فأتته فنظرت إليه، ودعت له واسترجعت واستغفرت له‏.‏ ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفنه مع عبد الله بن جحش ، وكان ابن أخته، وأخاه من الرضاعة‏، و ما يذكره كثير من أهل المغازي والسير من أن هند بنت عتبة رضي الله عنها تناولت كبده رضي الله عنه بعد مقتله فلاكتها ، فلم تستسغها لم يثبت في حديث صحيح .

وكان منظر الشهداء مريعًا جدًا يفتت الأكباد‏.‏ قال خباب‏:‏ إن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة مَلْحَاء، إذا جعلت على رأسه قَلَصَت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإِذْخَر ‏.‏سلسلة السيرة النبوية

ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادي‏:‏ إن موعدكم بدر العام القابل‏.‏فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه‏:‏ ‌‏"‏قل‏:‏ نعم، هو بيننا وبينك موعد‏ "

ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال "‏اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون‏؟‏ وما يريدون‏؟‏ فإن كانوا قد جَنَبُوا الخيل، وامْتَطُوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة‏.‏ والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم‏ ".‏ قال على‏:‏ فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووَجَّهُوا إلى مكة ‏.‏

فقد امتطت قريش إبلها ورضيت بما أحرزت من انتقام دون أن تتطلع إلى نصر حاسم بتعقب المسلمين في شعاب أحد أو التوجه إلى المدينة ، وفرغ الناس لتفقد القتلي والجرحي بعد منصرف قريش‏.

قال زيد بن ثابت رضي الله عنه ‏:"‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع‏ رضي الله عنه ،فقال لي‏:
‏ ‌‏"إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له‏:‏ يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كيف تجدك‏؟‌‏" قال‏:‏ فجعلت أطوف بين القتلي، فأتيته وهو بآخر رمق، فيه سبعون ضربة ؛ ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت‏:‏ يا سعد، إن رسول الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك‏:‏ أخبرني كيف تجدك‏؟‏


سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة أحد (7)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع